مقالات

الثقافة السيبرانية وآداب الإنترنت، فرضيتان بحاجة للتطبيق

تتمسك نسبة قليلة من البشر بثقافة وآداب الإنترنت وتتعامل بموجبها. وكأن الفرد بحد ذاته أصبح مشاعاً للغير وما عاد للخصوصية مكان.

باتت البشرية اليوم تعيش في نظام عولمي ويأتي الإنترنت في طليعة هذا النظام الذي أدّى إلى إحداث تغييرات جذرية على كافة جوانب حياة الناس، خاصة على نمط ثقافتهم السائد، إلى حدّ أنه بات يمكن القول أن ثقافة الإنترنت طغت على تلك التي تعودوا عليها.

وبحسب كتاب The internet galaxy للكاتب والباحث الإسباني مانويل كاستلز،"تتميّز ثقافة الإنترنت بهيكل من أربع طبقات: ثقافة الجدارة التقنية، ثقافة القرصنة، الثقافة المجتمعية الإفتراضية وثقافة ريادة الأعمال". وهي عبارة عن صور جديدة من التواصل البشري على صعيد الأعمال والألعاب والإجتماع، إذ أن كل ما يتعلق بالفرد أصبح ينجز عن طريق الإنترنت وبات التعاطي مع الآخرين يتم عبره، حتى السرقات والهجمات أصبح لها طريق إفتراضي مثل الإختراقات والقرصنة وسرقة المعلومات وانتحال الشخصيات. ولكل مجال ثقافته وآدابه.

فعلى صعيد الأعمال، ترتكز ثقافة وآداب الإنترنت على المصداقية، فكل وظيفة تتم عن بُعد باستخدام التكنولوجيا يجب أن تكون مقابل بدل مادي. والبيع والشراء أونلاين يجب أن يرتكز على إثباتات تدل على وجود السلعة والبائع والمستخدم والمستفيد، حتى المنافسة الإفتراضية يجب أن تكون منافسة شريفة.

امّا على الصعيد الإجتماعي، تتسم آداب الإنترنت بنسبة حساسية عالية الدقة، خاصة أن الأشخاص باتوا متاحين في أي وقت وعلى مختلف المواقع وكذلك معلوماتهم وكل ما يخصهم. وهنا نبدأ بالحدود الثقافية السيبرانية الفردية، أيّ أن على كل شخص معرفة حدود مشاركته لما هو خاص على هذه المواقع والتعامل مع خصوصيات الآخر بتحفظ واحترام حتى رغم وجودها بشكل مباح للجميع على وسائل التواصل الإجتماعي. وللوقت أيضاً جزء في الثقافة والآداب، فهل يعقل أن تطرق على باب جارك لمحادثته في منتصف الليل؟ إذاً حتى طريقة التواصل الإفتراضية وإن كانت بهدف الدردشة يجب أن تتم ضمن وقت معيّن يحترم القواعد البشرية الرصينة.

وحتى الإختراقات لها أخلاقها وآدابها، فعند اكتشاف ثغرة إلكترونية في نظام شركة أو مؤسسة يجب التبليغ عنها للمسؤولين ويكافئ المخترق الشريف على اكتشافه وعدم استخدام الثغرة وفقاً لوسائل وغايات غير مشروعة.

لكن للأسف ففي هذا المجتمع الإفتراضي الجديد، تتمسك نسبة قليلة من البشر بثقافة وآداب الإنترنت وتتعامل بموجبها. وكأن الفرد بحد ذاته أصبح مشاعاً للغير وما عاد للخصوصية مكان. ويا ليت المجتمعات قادرة على العيش في هذا النظام العولمي بناء على أخلاقه وآدابه.

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول