مقالات

المتنمر أيضا ضحية

ما هي الأسباب التي تكوّن شخصية #التنمر لدى الفرد؟ وكيف تساهم التربية الأسرية في تعزيزها؟

كتبت الأخصائية النفسية والتربوية نادية فهد جودة في موقع "سايبرأكس"

 

التنمر هو سلوك يتميز بالعدوانية والاستفزاز والإهانة للآخرين، حيث يتم توجيهه بشكل متكرر لشخص أو مجموعة من الأشخاص ، وقد يكون  التنمر لفظي عبر الكلمات أو جسدي عبر الأفعال العدائية أو جنسي  عن طريق الألفاظ والافعال أو اجتماعي عبرعزل واقصاء الضحية عن الآخرين. وقد يكون أيضاً الكترونياً عبر #وسائل_التواصل_الاجتماعي.

معظم المقالات تركز على #المتنمر_عليه ( الضحية)  وآثار #التنمر على نفسيته. وقلائل جداً من يولون إهتمام للمتنمر نفسه وسيكولوجيته والأسباب التي دفعته الى #التنمرعلى الآخرين، حيث أن معرفة الدوافع وراء هذا السلوك العدائي هي اول الخطوات الى علاج هذه الآفة الإجتماعية . فالمتنمر شخص يتظاهر بالقوة والسيطرة على الآخرين بعكس ما هو واقع. وذلك يعود إلى عدة أسباب نفسية منها؛ شعور #المتنمر بقلة الثقة بنفسه، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة " الفروق الفردية والشخصية" (2019)، إذ تبيّن أن المتنمرين يفتقرون إلى الثقة وتقدير الذات، كما ويعانون من اضطرابات في السلوك والعواطف ويميلون إلى العدوانية، لذلك يسعون إلى إثبات أنفسهم وتعويض مشاعرهم السلبية عن طريق الإستعراض وايذاء الآخرين.

وقد نشرت مجلة "السلوك العدواني" (2017) دراسة، محتواها أن المتنمرين يعانون من اضطرابات في التعرف على مشاعر وانفعالات الآخرين، إضافة غلى أنهم لا يملكون القدرة على فهم هذه المشاعر وتفسيرها بشكل صحيح مما يجعلهم لا يشعرون بالذنب أوالتعاطف مع الضحية  ولا يعون حجم الأذى الواقع على ضحاياهم . كما أن الحاجة الى لفت الإنتباه والحصول على الإهتمام والشعور بالعدمية ومشاعر الغيرة والحقد والإحباط، هي من أكثر الدوافع التي تؤدي إلى ممارسة سلوك التنمر.

أمّا الأسباب الأخرى التي قد تؤدي الى تكوين شخصية #المتنمر؛ فهي ان يكون قد تعرض للتنمر عليه في سن الطفولة، خاصة من قبل أحد افراد الأسرة كالأم أو الأب، فترسخ الفكرة في عقليته على أنها تصرف صحيح طالما أن والديه ينتهجانه. وليس هذا فحسب، بل قد يساهم الأهل بتعزيز العدوانية لدى اطفالهم عندما يرضخون لغضبهم أو يدخلون معهم في صراع وعدوانية متبادلة مما يؤدي الى تعزيز السلوك العدواني لديهم ليصبح سمة من سمات شخصيتهم ترافقهم مدى الحياه ولا يجدوا منفذًا لها إلا بالتنمر على الآخرين"

 

واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" أن "معظم الأطفال المتنمرين كانوا ضحايا للتنمر من قبل. وأنهم يفتقرون إلى الشعور بالأمان النفسي والعاطفي"، وينتج سلوكهم "عن التعنيف والإهمال في المنزل وممارسة القهر تجاههم ووجود خلافات أسرية. لذا يبحثون على جذب الانتباه وتحقيق الإحساس بالتقبل من الآخرين".

 ولا ننسى أن الإعلام والألعاب الإلكترونية ساهمت في تعزيز وتشجيع شخصية #المتنمر واظهاره على أنه بطل يُحترم ويحسب له الف حساب مما بنى صورة ذهنية حسنة عن #المتنمر ليصبح نموذجا يحتذى به.

للتنمرآثارًا سلبية على مفتعله، كما على  الضحية،حيث أن #المتنمر قد يصبح شخصية مضادة للمجتمع ويتورط في اعمال اجرامية مما يعرضه إلى عواقب وعقوبات كدخول السجن وضياع مستقبله، كما أن الدخول في المشاجرات والتمادي قد يؤدي الى الخطر ويصبح فريسة سهلة لتجار المخدرات والممنوعات. هذا بالإضافة الى انخفاض المستوى الأكاديمي أو تعرض للفصل من المدرسة مما يحرمه من اتمام تعليمه.

وبالرغم من أن #المتنمرهو أيضا ضحية ويحتاج الى تقييم نفسي، الا أن هذه الأسباب لا تبرر سلوكه ولا يجب استخدامها كذريعة لتبرير أفعاله. بدلاً من ذلك، يجب على المتنمرين العمل على تحديد الأسباب التي تدفعهم إلى هذا السلوك والعمل على مواجهتها وتحسين صحتهم النفسية. ويجب على الآخرين التعرف على سلوك المتنمرين والتعامل معهم بحذر ووعي والبحث عن طرق لمساعدتهم في التغلب على الأسباب التي أودت بهم إلى هذا المصير.ولعل أهم خطوة لإنقاذ #المتنمر هي عرضه على اخصائي نفسي للوقوف على الدوافع الحقيقية للتنمر ومعالجته.

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

2

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول