الكاتب : ريجينا الأحمدية
09 مايو 2023
مقالات
أصبحت #الحضارة_الرقمية، واقع نعيشه بكل تفصيل من حياتنا اليومية. وقد دخل هذا المصطلح في أكبر وأصغر الأجزاء من نمط حياة الإنسان، خاصة ضمن الإقتصاد.
وفي حين تسببت جائحة كورونا في انهيار النشاط الإقتصادي العالمي وعلى الرغم من تدابير التحفيز، منقطعة النظير، التي تتخذها الحكومات في البلدان المتقدمة وكثير من البلدان النامية، إلاّ أن الكساد الذي ضرب العالم بسبب الجائحة كان الأشد حدّة منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم أننا في مرحلة ال"Pandexit" وهو المصطلح الذي أطلقه رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم وعميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف الدكتور فؤاد زمكحل، لوصف الحالة التي نعيشها، ما يعني خروجنا من الجائحة. إلاّ أنّ الأرقام لا تستطيع حالياً توضيح الرؤية الإقتصادية الجديدة بكافة جوانبها. وقد أوضح الدكتور زمكحل لموقع "#سايبر_أكس" أنّه "لا عودة للوضع الطبيعي الذي كنّا نعيشه قبل الأزمة بل نختبر وضع جديد سيصبح طبيعياً مع الوقت. وعلى الصعيد الإقتصادي، نتجه مسريعين إلى ما يسمّى ب #الإقتصاد_الرقمي والمعرفي"، شارحاً أنّ "هذا الوضع كان يجب أنّ يعيشوه أولادنا بعد سنوات عدّة لكن الوباء سرّع الخطوات. والإقتصاد التقليدي لا يستطيع بعد الآن أن يكون ركن أساسي لأي إقتصاد في العالم، علماً أننا لن نستغني عن الزراعة والصناعة. كما يجب إعادة النظر بكل إقتصادات البلدان والإتفاقيات الدولية. ولن تستطيع الشركات والمؤسسات الإستمرار، إن لم يكن لديها تطبيقات على الإنترنت تساهم بعمليات البيع وغيرها. وهذا ما يؤكد توجهنا نحوى #الذكاء_الإصطناعي الذي تخوفنا منه سابقاً وبات يستخدم تدريجياً لمواجهة الأزمة الحالية لكنه لن يأخذ مكان الذكاء البشري".
وأشار فؤاد زمكحل إلى أنّ "المسار التحولي للإقتصاد التقليدي إلى معلوماتي ورقمي بدأ مع دخول #الإنترنت منذ عدة سنوات، حين لم يعد هناك حدود عالمية وظهر الحديث عن سوق تجاري عالمي بين كل القارات وعن إتفاقيات جديدة بين البلدان، مثل مجموعة بريكس للدول النامية التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب أفريقيا"، مضيفاً أنّ "#الإقتصاد_الرقمي غيّر القواعد وكل من لم ولن يواكب التغيير ويعدل منتجاته سيخرج من السوق. وكمثال على ذلك شركة أوليمبوس التي كانت تصنّع الكاميرات وأصبحت تصنع معدّات طبية". ووفقاً للدكتور زمكحل فإن الشركات والمؤسسات التي تريد إيجاد مكان لها "هي التي ستتبع استراتيجية ال three D وهي:
Diversification أي التنوع وعدم الإعتماد على الإقتصاد التقليدي أو الرقمي فقط.
Development أي التطوير وعدم الإنتظار أو التأني باتخاذ القرارات.
Delegation أي تفويض مهام كل من الإقتصاد التقليدي إلى ذويّ الخبرة ومهام #الإقتصاد_الرقمي إلى الجيل الجديد".
وحول ما إذا كانت ستسيّر #الحضارة_الرقمية الإقتصاد وتجعله حرّاً أو محكوماً من قبل الشركات والدول الكبرى، فبرأي زمكحل أنّ "#الإقتصاد_العالمي غَير مُوَجّه ورغم وجود شركات ودول أقوى من غيرها إلاّ أنّه لا أعتقد أنّها ستبقى هي ذاتها الحاكمة والمسيطرة. وحتى الإمكانيات ستتغير خاصة مع ظهور المنافسة الجديدة بين حلفاء الأمس في ظل عدم وضوح الرؤية المستقبلية الإقتصادية. والجميع يعلم أننا عدنا إلى نقطة الصفر وستتغير إستثمارات الشركات وكذلك الإتفاقيات الدولية التجارية والسياسية".
يعيش الإقتصاد حرب عالمية ثالثة ويكافح للإستقرار في #العالم_الرقمي. لكن كيف ستخوض البلدان والشركات والمؤسسات والأفراد هذا المسار؟ سؤال لم يجهز جوابه بعد. وكم من الوقت يلزم كي تهدأ الرياح وترسوا السفن وتوجّه بوصلة الأرقام الإقتصادية واستراتجياتها ومسلك خطّها الجديد؟ فأيضاً الإنتظار خير الحلول، لكن هو عينه لن ينفع مع أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال والإستثمار.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول