الكاتب : ريجينا الأحمدية
13 يوليو 2025
مقالات
رغم تطوّر تقنيات الحماية، لا يزال الإنسان هو "الحلقة الأضعف" في منظومة #الأمن_السيبراني، وهو ما تستغله #الهندسة_الاجتماعية بذكاء بالغ. فالهجوم لا يبدأ من #اختراق_تقني، بل من خدعة محكمة تستهدف العقل قبل الجهاز.
الخدعة تبدأ من الثقة، فالمخترق يعتمد على بناء علاقة أو سيناريو يبدو طبيعيًا ومألوفًا، كأن يتظاهر بأنه موظف في البنك، أو زميل من فريق #تقنية_المعلومات، أو حتى شخص يطلب المساعدة. وما إن تنشأ ثغرة في الثقة، تبدأ سلسلة من الطلبات الصغيرة التي تؤدي تدريجيًا إلى تسليم بيانات حساسة أو فتح باب للاختراق.
ومن الأسلحة النفسية الأكثر استخدامًا:
- الإلحاح (Urgency): "سجّل فورًا قبل إغلاق الحساب!"
- الترهيب: "قد تُغرّم إذا لم تتجاوب الآن."
- الإطراء أو الإغراء: "ربحت معنا جائزة قيّمة."
- استغلال الفضول: "شاهد من زار ملفك الشخصي!"
- اللعب على القيم الاجتماعية: مثل استخدام قضايا إنسانية أو وطنية لاستدراج التفاعل.
أما في ال2024 و2025 فُتح الباب لتكتيكات حديثة اعتمدت على:
- هجمات صوتية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلّد أصوات أشخاص معروفين للضحية.
- #التزييف_العميق يُستخدم لانتحال الهوية بالفيديو.
- تحليل تفاعلات الضحية عبر وسائل التواصل لتخصيص #رسائل_تصيّد شديدة الإقناع.
- دمج الهجمات العاطفية مع محادثات رومانسية طويلة الأمد عبر تطبيقات المواعدة.
كما لاقى هذا النوع من الهجمات نجاحاً واسعاً وذلك لأن المخترق لا يُهاجم النظام، بل يُعيد برمجة سلوك الضحية نفسه. أمّا #الهندسة_الاجتماعية، فتبني رواية محكمة، تجعل الضحية تظن أنها تتصرف بحرّية، بينما هي تتحرك ضمن سيناريو خادع بالكامل.
ومواجهة هذه الأساليب المفبركة بدقة عالية، لا بد أن تكون بنفس الدقة. وبدلاً من إعطاء قواعد جامدة:
- علينا بنشر الوعي بطرق قائمة على سرد القصص الواقعية.
- تدريب الموظفين على التفكير النقدي والتشكيك المنهجي.
- ترسيخ ثقافة "توقّف، فكّر، تحقق" قبل مشاركة أي معلومة.
- عدم الاستهانة بأي محاولة تبدو "صغيرة" أو "عابرة" فقد تكون البداية لهجوم كبير.
ففي زمن أصبحت فيه الثقة سلعة نادرة، تُظهر #الهندسة_الاجتماعية أن أكبر التهديدات ليست فيروسات، بل قصصًا محبوكة بإتقان تُزرع في عقول الضحايا. تلك العقول التي لا بد من أن تتسلح بالوعي كخط دفاع أول، إضافة إلى الإدراك بأن كل تفاعل رقمي قد يكون بوابة للاحتيال. وهذا ما يشكل الفارق بين الأمان والسقوط.
ففي عالم تحكمه الخوارزميات والخداع النفسي، من لا يشك... يُخدَع.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول