الكاتب : ريجينا الأحمدية
04 نوفمبر 2024
مقالات
تتسارع وتيرة الإبتكار بشكل مذهل، إنه #عصر_التكنولوجيا الحديثة، إذ أصبح #الذكاء_الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تمكن من حبس الإنسان وعقله وتفكيره في زاوية انتظار الآلة كي تقوم بمهامه وكي تضبط له مواعيده وتتواصل مع ذويه لإبلاغهم بأمر معيّن، حتى أنها أصبحت تصيغ كلماته وتتحدث نيابة عنه وتعبث بشخصه وشخصيته.
وفي خضم هذا التطور السريع، تبرز فئة البشر المُستَفَزّة، المتمسكة بالإنسانية والقيم البشرية، الحريصة على ذاتها وكيانها وتعبها ضمن سنوات من التعلم والخبرة لتصل إلى مكانة ترضى عنها في الوظائف والأعمال. لذلك، نتوجه في هذا المقال إلى كل مبهور ومعجب في #الذكاء_الإصطناعي، وله نقول:
أن #الذكاء_الاصطناعي يعتمد على البيانات والخوارزميات، يمكنه معالجة المعلومات بسرعة كبيرة وتحليل الأنماط، لكنه يفتقر إلى العاطفة والحدس، فهل يمكن للآلة أن تفهم الحب، الخسارة أو الإبداع بشكل حقيقي؟ عندما تشعر أنت كإنسان بالإحباط والحاجة إلى العاطفة والحنان هل ستتمكن هذه الآلة من تعويضك عن غمرة أم تسحب تنهيداتك وتطلق العنان لدموعك؟ عن لمسة أب على جبينك المبتل بعرق مخاوفك، فتبرد نيرانك وتستجمع رباطة جأشك، عن محادثة صديق يدعمك بأفكار قد تكون غير منطقية لكنها تسند ترنحك؟ عن أخ وأخت تجتمع كفوفكم في قبضة واحدة فتعلم أنهم إلى جانبك؟
الإنسان يتمتع بقدرة فريدة على الشعور والتعاطف، وهذه الجوانب تعطي الحياة معنى أعمق، إنها القوة في التعقيد البشري.
نأتي إلى الإبداع والإبتكار، إذ عندما نفكر في هذين المصطلحين، نرى أنه يتجاوز القدرة على إنتاج أفكار جديدة ويتطلب القدرة على الربط بين مفاهيم مختلفة بشكل غير تقليدي. وقد تكون للذكاء الاصطناعي القدرة على توليد أفكار جديدة بناءً على البيانات المتاحة، لكن هل يمكنه حقًا الخروج عن المألوف كما يفعل الإنسان؟ فأروع الأعمال الفنية أو الاكتشافات العلمية يمكن أن تأتي من لحظة إلهام غير متوقعة، وهو ما يظل بعيدًا عن متناول الآلات.
اما بالنسبة للقضايا الأخلاقية، فقد كشف #الذكاء_الاصطناعي المستور، فكيف يمكننا ضمان استخدام هذه التقنية بشكل مسؤول؟ من يتحمل المسؤولية عندما يحدث خطأ؟ هذه الأسئلة تتطلب تفكيرًا عميقًا، ولا يمكن أن تُحل بواسطة الخوارزميات وحدها، الإنسان فقط هو من يتعين عليه اتخاذ القرارات الصعبة، بناءً على القيم والأخلاقيات والضمير.
أخيراً نود الإشارة إلى أن تحدي #الذكاء_الاصطناعي لا يعني رفض #التكنولوجيا، بل هو دعوة لإعادة التفكير في كيفية استخدامنا لهذه الأدوات. يجب أن نعمل على دمج #الذكاء_الاصطناعي في حياتنا بطرق تعزز قدراتنا البشرية بدلاً من استبدالها أو إلغائها. فالنجعل من #الذكاء_الاصطناعي شريكًا قويًا، ولكن يجب أن يظل الإنسان المتحكم الرئيسي وفي مركز هذا التقدم. فالتُعَزِز هذه #التكنولوجيا من انسانيتنا، فالتقدم لنا رؤوس الخيوط لنحيك بأيدينا سترة نجاح، فالتمدنا بيد العون الثقافية والعلمية لنطور عقولنا ونوسع حدود تفكيرنا من دون منهجة أو السيطرة على مبادئنا الإنسانية.
انبهروا بانفسكم، فالبشرية هي من صنعت #الذكاء_الإصطناعي وسيبقى بعيداً عن الحقيقة والواقع.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول