الكاتب : admin
24 سبتمبر 2024
مقالات
في عالم #العلاقات_الافتراضية، حيث تصبح النقاط الخضراء على الماسنجر مؤشرات للحضور والغياب، يعلق الإنسان في دائرة لا تنتهي من التوقعات والخيبات. كل إشعار، كل حالة اتصال أو انفصال، تتحول إلى لحظة مفعمة بالأمل أو القلق. نبضات القلب تزداد عندما يظهر الشخص الآخر "متصل"، وكأن الأمل قد عاد فجأة. لكنه أمل هشّ، لأن لحظة اختفائه تُعيد الواقع إلى السطح؛ حقيقة أن هذه العلاقات، في أغلب الأحيان، ليست سوى وهم.
يعيش #المستخدم الضحية، في هذه الحالة، حالة نفسية متذبذبة، يتأرجح بين الشعور بالانتماء والوحدة. كل محادثة تُشعل بداخله شعورًا مؤقتًا بالاهتمام، لكنه سرعان ما يختفي، تاركًا وراءه فراغًا أعمق. إنه يتوق للتواصل الحقيقي، لكن كل ما يجده هو إشارات رقمية باردة: رسالة تُقرأ ولا يُرد عليها، صورة تُشارك ولكن لا تُناقش.
هذه الديناميكية تخلق حالة من الاعتمادية العاطفية على شيء غير ملموس وغير ثابت. يبدأ الشخص في تفسير الصمت على أنه رفض، والاختفاء على أنه خيانة. يصبح كل اتصال أو انقطاع نقطة تحول في حالته النفسية. يتوه في هذه #اللعبة_الرقمية، دون أن يدرك أن البوصلة الوحيدة التي يجب أن يتبعها هي تلك التي تشير إلى داخله، إلى قلبه الحقيقي الذي يتوق للتواصل الواقعي.
الضحية هنا ليست فقط ضحية للعلاقة ذاتها، بل للنظام نفسه الذي يُغذي هذا النوع من الاعتمادية. وهكذا، بين ما هو "متصل" و"غير متصل"، تضيع القلوب وتتشوه التصورات، وتصبح الحياة مجرد سلسلة من الانتظارات المرهقة، بحثًا عن إشارة ربما لن تأتِ أبدًا.
الكاتب:
رائد سمّور
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول