مقالات

وهم العلاقات الرقمية، متلازمة الأطراف الافتراضية

تفتقده #العلاقات_الإفتراضية إلى العمق الإنساني الذي يأتي من التواصل المباشر، من النظر في العيون، من اللغة الجسدية ومن لحظات الصمت التي تحمل أحيانًا معاني أكثر من الكلمات.

كتب رائد سمور

في عالم #الاتصال_الرقمي، أصبحت العلاقات التي تُبنى عبر #الإنترنت شبيهة بمتلازمة وهم الأطراف، تلك الحالة التي يشعر فيها الإنسان بوجود طرف مبتور وكأنه لا يزال جزءًا منه. قد تمنح هذه #العلاقات_الافتراضية الشخص، إحساسًا بالوجود والقرب من الآخرين، لكنها تظل مشوهة وبعيدة عن جوهر التفاعل الإنساني العميق.

تمامًا كما يتوهم المريض أن ذراعه أو ساقه لا تزال موجودة، يعيش الناس وهمًا في #علاقات_الإنترنت، حيث يُخيّل لهم أن الروابط التي يشكلونها عبر الشاشات هي حقيقية وقوية. لكن ما تفتقده هذه العلاقات هو العمق الإنساني الذي يأتي من التواصل المباشر، من النظر في العيون، من اللغة الجسدية ومن لحظات الصمت التي تحمل أحيانًا معاني أكثر من الكلمات.

هذه العلاقات، وإن بدت مريحة وسهلة، تُبنى على أرضية واهية. تفتقر إلى الاتصال العاطفي الحقيقي الذي ينشأ من الحضور الفعلي، وقدرتها على التحمل في مواجهة التحديات التي تواجه العلاقات الحقيقية ضعيفة. مثلما تكون الأطراف الوهمية غير قادرة على القيام بوظائفها، تكون العلاقات عبر #الإنترنت غير قادرة على إشباع حاجات الإنسان العميقة إلى الاتصال الحقيقي، رغم كل الإشارات الرقمية التي نحاول إرسالها واستقبالها.

مع كل رسالة نرسلها، وكل إعجاب نمنحه، نزيد من تغذية هذا الوهم الذي نعيشه. نعتقد أن العالم أصبح أكثر قربًا واتصالًا، لكن في الحقيقة نحن نبتعد عن الجوهر. نعتمد على #التكنولوجيا لبناء روابط مؤقتة، غير قادرة على تحمل الزمن أو التحديات.

في الختام، إن متلازمة وهم الأطراف تُذكّرنا بأن هناك فرقًا كبيرًا بين الشعور بشيء ووجوده الفعلي. وكذلك الحال مع #علاقات_الإنترنت، حيث نشعر بالقرب، لكننا نفقد الحضور الحقيقي.

يا ايها المستخدمون، إن العلاقات الإنسانية هي بحاجة إلى ما هو أكثر من مجرد وجود افتراضي لتبقى قوية وصحية.

 

الكاتب: رائد سمّور

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول