تأثير الذكاء الاصطناعي على الأطفال

يعتبر #الذكاء_الاصطناعي_التوليدي  تقنية تنشئ محتوى لم يكن من الممكن أن يأتي في الماضي إلا من البشر. على سبيل المثال، بدلاً من الجلوس لصياغة تقرير، قد يستخدم الكاتب ChatGPT للتوصل إلى الحقائق ذات الصلة والصياغة المقترحة.و يمكن للفنان إنشاء ما يشبه صورة أو رسمًا أصليًا عن طريق إدخال وصف قصير في برنامج يعتمد على #الذكاء_الاصطناعي.

و أصبح من السهل معرفة سبب استخدام بعض الأطفال للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في أداء الواجبات المدرسية، إذ  يمكنهم العثور على الحقائق والبحث بين ملايين المخططات والصور لمعرفة المزيد حول موضوع معيّن. و يعمل #الذكاء_الاصطناعي أيضًا على تشغيل البرامج النحوية التي يمكنها التحقق والعمل على إصلاح أخطاء الكتابة. كما تمتلك بعض المدارس قواعد حول كيفية استخدام #الذكاء-الاصطناعي في الواجبات المنزلية. ويحتاج المراهقون أيضًا إلى أن يتعلموا أن يكونوا صادقين بشأن متى يستخدمون #الذكاء_الاصطناعي في المهام المدرسية والفروض المنزلية.

وحتى لو كان أطفالك لا يستخدمون #الذكاء_الاصطناعي في أجزاء من واجباتهم المدرسية، فإنهم يتواصلون مع تقنياته كل يوم  لأنهم لديهم #بصمة_رقمية، التي قد تتكون من كل جلسة بحث أو شراء أو تنزيل أو مشاهدة واستماع يشاركون فيها عبر #الإنترنت. وإذا كنت تستخدم مكبر صوت ذكيًا يعتمد على #الذكاء_الاصطناعي للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالطقس والنتائج الرياضية وغيرها، فإنك تقوم بتغذية المزيد من #البيانات في هذه البصمة الجماعية.

وكما أشار خبراء صحة الأطفال في اليونيسف ، فإن الأطفال في جميع أنحاء العالم يستخدمون #الذكاء_الاصطناعي بشكل يومي تقريباً، إذ  تعتمد معظم الألعاب ومنصات الإنترنت التفاعلية المخصصة للأطفال على هذه التقنيات. وعلى الرغم من أن #الذكاء_الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما توقعه أي شخص، فإن معظم الدول لم تفكر في كيفية تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال. فغالباًما يتحدث الصغار  مع مكبرات صوت ذكية ويحدثونها عن قصص شخصية ويكشفون عن تفاصيل قد يعتبرها الكبار خاصة. ويعتقد بعض الأطفال  أن المتحدثين الأذكياء، لديهم أفكار ومشاعر وقدرات اجتماعية، وعدد منهم يفترض أن المتحدثين كانوا في الواقع بشرًا. وقد يؤثر هذا على كيفية تعلم الأطفال على كيفية التفاعل مع الآخرين، إضافة إلى اعتقادهم أن مكبرات الصوت الذكية أكثر موثوقية من الناس عندما يتعلق الأمر بالإجابة على الأسئلة المستندة إلى الحقائق مثل "من كان أول رئيس أمريكي يقود سيارة؟"
أما بالنسبة للمراهقين، فهم من أشد المعجبين بالذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يساعدهم على كتابة المقالات والتقارير وإنشاء الصور ومقاطع الفيديو ومشاركتها على #وسائل_التواصل-الإجتماعي.

ومن البديهي أن يكون هناك العديد من الطرق التي يمكن لتقنية #الذكاء-الاصطناعي من خلالها مساعدة الأطفال على التعلم والنمو، خاصة انها أداة قيّمة للتعلم، إذ يمكن استخدامها لتخصيص الدروس وتجارب التعلم بما يتناسب مع الاحتياجات الفردية للأطفال الصغار والمراهقين، كما يمكن أن تساعد المعلمين وأولياء الأمور على إيجاد طرق لإثراء التعلم للأطفال من جميع القدرات، في مراحل مختلفة من النمو والتطور. وعلى الرغم من أنها ليست بديلاً جيدًا للمحادثة المباشرة، إلا أنها يمكن أن تساعد الأطفال على تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة. وبما أننا نعيش في عالم مرئي، لذلك يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والرسوم البيانية. إذ  لا يعد #الذكاء_الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين فحسب، بل أيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانات ومخططات ورسوم كاريكاتورية بسيطة ومرئيات أخرىن إضافة إلى تقديم طرقًا جديدة للاستمتاع واستكشاف عالمهم. وبالنسبة للبعض، قد تكون هذه تجربة تغير حياتهم وتفتح أبوابًا جديدة وتعزز الأداء المدرسي وتساعد في إعدادهم لمواجهة تحديات حياة البالغين.

وعلى الرغم من كل الوعود التي تحملها منصات #الذكاء_الاصطناعي، إلا أنها يمكن أن تلحق الضرر بالأطفال والأسر. ولأن #الذكاء-الاصطناعي "يتعلم" من كل ما يجده على #الإنترنت، فإن منصاته تعكس نفس التحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلنا. وتظهر الدراسات المستفيضة أن المحتوى الناتج عن #الذكاء_الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، لذلك  يجب أن يكون البالغون مستعدين للتحدث مع الأطفال حول ما يرونه عبر #الإنترنت وكيف يمكن أن يعزز ذلك المعتقدات والأفعال السلبية.
ويقوم #الذكاء_الاصطناعي بجمع كمية هائلة من البيانات عنا، غالبًا دون أن نعرف ذلك. على سبيل المثال، تم العثور على إحدى الألعاب لتسجيل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة. ويعتبر من الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي تٌعَد  بتقنية"التحدث" مع الأطفال. وبما أن #الإنترنت يتابعنا ويلاحظ ما نحبه ويقدم لنا المزيد من الأشياء نفسها، قد يجعل سجل البحث الخاص بطفلك هدفًا لحملات إعلانية لا هوادة فيها والتي تفضل ألا يراها.
كما  يمكن استخدام #الذكاء_الاصطناعي_التوليدي لإنشاء صور زائفة أو مشوهة لطفلك أو مراهقك، أو أي شخص يعرفه ويمكن استخدام #التزييف_العميق واستنساخ الصوت لتهديد الأطفال باتخاذ إجراءات لا يفكرون فيها أبدًا، مثل تقديم معلومات خاصة أو إرسال أموال.

من الواضح أن #الذكاء_الاصطناعي موجود ليبقى، فكيف تحمينا التشريعات وما هي سبل حماية أطفالنا؟

يحمي قانون حماية #خصوصية_الأطفال عبر الإنترنت (COPPA) الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 13 عامًا أو أقل، من خلال تقييد الوصول إلى المعلومات الشخصية الخاصة بهم واستخدامها والتي يمكن العثور عليها عبر #الإنترنت. لكن وللأسف، تم انتهاك قانون COPPA بشكل روتيني من قبل شركات الإعلام والمصنعين وغيرهم. علاوة على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان ChatGPT والمنصات التوليدية الأخرى تتوافق مع لوائح COPPA.
إضافة إلى أنه في بلداننا العربية لا يوجد حتى الآن قانون مشرّع لحماية الأطفال على #الإنترنت أو لردع #التكنولوجيا من الوصول إلى خصوصياتهم وانتهاكها وتعريضهم للخطر.

واستناداً غلى كل ما ذكر، تعرض طبيبة الأطفال في مجال النمو السلوكي والباحثة في #الوسائط_الرقمية تيفاني منذر بعض الاقتراحات المنطقية التي يمكنك وضعها في الاعتبار. 

كالتحدث مع أطفالك عن #الذكاء_الإصطناعي وتفهيمهم أن مكبر الصوت الذكي الموجود في المنزل ليس مثل صديق تثق به. كما يمكن أن تحدثه عن الاختلافات بين الأشخاص والمساعدين الرقميين أو بين المحادثات المباشرة مع الأصدقاء والعائلة والدردشة على #وسائل_التواصل_الاجتماعي، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بأمثلة من حياتك الخاصة حتى يكتسب طفلك فكرة عن كيفية ممارستك للسلامة عبر #الإنترنت.
اهدف إلى إجراء مناقشة مفتوحة حول الخصوصية والتحيّز والتسلط وقضايا السلامة الأخرى عبر #الإنترنت مع المراهقين، مبتعداً عن أساليب العظة ومحاولة تغطية كل جانب من جوانب #الذكاء_الاصطناعي مرة واحدة. وحاول أن تسألهم عن آرائهم وكن منفتحًا، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى إجراء مناقشات من شأنها أن تساعدكم على التعلم معًا.

 واشرح كيفية إدارة ملفات تعريف الارتباط ومسح محفوظات التصفح وحظر مستخدمي #وسائل-التواصل_الاجتماعي والتحفظ معهم. و أكد على أن هذا أمر يجب أن يعرفه جميع مستخدمي #الإنترنت، وقدم بعض الأمثلة عن كيفية حماية خصوصيتك.
فكر في اختبار تطبيق يعتمد على #الذكاء_الاصطناعي مثل ChatGPT أو Facetune مع أطفالك، يمكن أن يمنحك هذا الفرصة لمناقشة كيفية عمله والإشارة إلى أي مشكلات تهمك.

 تحدى أطفالك للبحث عن علامات التحيّز في المحتوى عبر #الإنترنت. على سبيل المثال، يمكنك إنشاء لعبة تعتمد على اكتشاف الأشياء التي تبدو حقيقية مقابل تلك التي تبدو مزيفة. واسأل الأطفال عن المصدر الذي يعتقدون أن المعلومات أو الصور تأتي منه وإن كان لدى الشخص أو الشركة أو المجموعة التي تشاركها هدفًا من مشاركتها؟ ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى الثقة (أو عدم الثقة) في المرسل؟

و اشرح لهم كيف يمكنهم استخدام المعلومات عبر #الإنترنت كنقطة انطلاق لتفكيرهم الخاص وتأكد من أنهم يفهمون أن نسخ أو عرض كلمات وصور وأفكار الآخرين دون منحهم الفضل هو أمر خاطئ (وغالبًا ما يكون غير قانوني). 

وقد يؤدي الحوار المستمر بين العائلات والمدارس ومقدمي الرعاية الصحية والمنظمات الرياضية والفنية والمنظمات المجتمعية الأخرى، إلى مساعدة الأطفال على الاستفادة من #الذكاء_الاصطناعي مع تقليل أضراره المحتملة.