مقالات

أمِّن أبنائك وحافظ على خصوصيتك وخصوصيتهم

ما هي الخصوصية وما هي مخاطرها؟ وهل الأمر جديّ؟

 تتفق معظم مراجع #الأمن_السيبراني على أن #خصوصية_المعلومات هي حق الفرد بتحكمه في الشروط التي يتم بموجبها الحصول على معلوماته الشخصية والكشف عنها واستخدامها.

والمعلومات الشخصية هي المعلومات التي يمكن من خلالها تحديد هوية الفرد والتعرف عليه. 

أما #المعلومات_الشخصية الحساسة فهي معلومات شديدة الخصوصية لا نشاركها على الملأ، من بينها معلومات عن الحالة الصحية وأرقام الحسابات البنكية وعنوان السكن والموقع الجغرافي وعادات التسوق والموضوعات التي تهتم بالبحث عنها.

بعضنا لم يعتد بعد على إدراك أهمية خصوصيته الرقمية والاستخدام الآمن للإنترنت وقد لا يُقِم لها حساباً. والبعض الآخر شديد التوجس من مشاركة أي معلومة تخصه على الإنترنت حتى إنه لم يقم بالدفع الإلكتروني من قبل. فهل الأمر جاد ويستحق منا الانتباه والخوف؟ 

#الخصوصية_الرقمية هي الحفاظ على #المعلومات_الشخصية والحساسة. وبعض هذه المعلومات ينبغي أن تبقى سرية ومشفرة أثناء مراحلها المختلفة، كالتجميع والتخزين والاستخدام، سواء على الهاتف أو الكمبيوتر المحمول أو الإنترنت وكذلك عند مشاركتها عبر قنوات أو مع أطراف أخرى.

فما علاقة ذلك بأمنك؟ 

الخصوصية والأمان مترابطان و متداخلان، فعندما يقوم الموقع الإلكتروني بمشاركة أي من بياناتك مع قناة أخرى دون موافقتك فإن ذلك يعد إختراقاً للخصوصية. أما إن كانت هذه البيانات متعلقة بأمنك الشخصي (مثل بيانات حسابك البنكي أو عنوان منزلك) فقد تؤثر على حياتك الشخصية وقد يكون أمنك السيبراني في خطر.

وكمثال على ذلك، فقد ذكرت مواقع الإعلام الأميركية أنّه: "في 10 نوفمبر عام 2014م، غادرت فتاة في الثانية عشرة من العمر منزلها بولاية كارولينا في الولايات المتحدة الشمالية للتوجه إلى المدرسة، فانتظرها شخص كانت قد تحدثت معه سابقاً عبر #مواقع_الألعاب و كشفت عن عنوانها ثم أجبرها على الركوب معه في السيارة منهكاً بذلك قانون الولاية". كان ذلك خطأ فادحاً ارتكبته الفتاة بإفصاحها عن معلوماتها الخاصة على الإنترنت لشخص غير جدير بالثقة، ما عرض حياتها للخطر.

ما مقدار الخصوصية التي تسمح لأبنائك بها؟

كما يتعلق المثل أعلاه بعلاقة الأهل مع أبنائهم، وكيفية توعيتهم حول معلوماتهم الخاصة وكيفية الحفاظ عليها وبالتالي الحفاظ على أنفسهم.

لمعرفة ذلك، أولاً قرر ما الحد النفسي الفاصل  بينك وبين أولادك. فتخيل أنك ترسم دائرة حول نفسك تحدد بها أين تنتهي حدودك وأين تبدأ حدود ابنائك.

ثانياً، إسأل نفسك ما الذي تحتاج إلى معرفته حقاً عن ولدك؟ هل تشعر أنه من تمام واجبات الأبوة أن تعرف كل ما يدور بخلده وما يحدث خلال يومه وبينه وبين أصدقائه؟ ستساعدك الأسئلة، بمعرفة حدود ومقدار الخصوصية التي تسمح لهم بها.

 

الخصوصية هي حاجة إنسانية طبيعية تنشأ بالفطرة، فهي تساعد الأطفال بالخطو نحو نموهم النفسي والعاطفي، خاصة خلال مرحلة المراهقة. 

فهم يحتاجون  لأن تفسح لهم المجال لمساحة جيدة من الخصوصية والحرية وأن تثق بهم وبخياراتهم، حتى وإن بدت لك خاطئة، فغالباً قد يكون الإختيار الخاطئ هو بالضبط ما يحتاجونه بعمرهم ومرحلتهم النفسية الحالية.  كما يحتاجون أيضاً إلى قبولك غير المشروط ومساعدتك الغير مسيطرة على إتخاذ قرارات تناسب شخصيتهم وعمرهم، لا أن تناسبك أنت.

ولا تغفل أيضاً عن مراقبتهم بطريقة تتغير بتغير عمرهم، فقد تحتاج إلى المزيد من الحساسية والحذر والثقة كلما كبروا. وتذكر أن مفتاح التوازن بين حاجتهم للخصوصية وحاجتك لمعرفة ما يجري هي الثقة.

 

ما هو الإنترنت الآمن؟ تعلم أن تحمي أبنائك

 يملؤنا دوماً الشعور بالفخر والحب لأبنائنا، فنرغب بتوثيق لحظاتهم، محاولاتهم الأولى، ومحطات نجاحاتهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي. لكنه قد يترتب على ذلك مخاطر، فدعونا نفكر بها ملياً.

 و خطر #الخطف_الإلكتروني هو واحد من هذه المخاطر وهو إعادة نشر صور الأطفال بهويات مزيفة للحصول على الأموال عن طريق عرضهم المزيف للتبني أو تعديل الصور واستخدامها في التجارة الإباحية. 

وقد قد تؤثر تلك الصور على مستقبل أولادك منذ المراهقة وحتى الهرم. ولكن إذا احتجت لنشر الصور في توخ الحذر، إختر الصور بعناية وضع عليها علامة مائية إذا إستطعت. وتجنب نشر الصور الملتقطة لهم في محيط الأماكن التي يرتادونها بإستمرار مثل المدرسة أو النادي، لكي لا تسهل مهمة الخاطفين. بعض دول العالم مثل فرنسا وألمانيا تعطي الحق للأطفال في تملك صورهم وتعتبر النظم القضائية لهذه الدول بأن الأباء هم فقط وكلاء عنهم حتى بلوغ ما يسمى بسن الموافقة.

ومثلما تعلّم أولادك كيفية وأهمية ربط حزام الأمان عند ركوب السيارة، فإليك بعض النصائح والإقتراحات لتعلمهم الإستخدام الآمن وكيفية الحفاظ على خصوصيتهم الرقمية:

  • معلوماتهم الشخصية مثل حصالتهم، عليهم أن يحموها. فبعض الشركات تسعى بطرق مشروعة أو غير مشروعة للحصول عليها.
  • ناقش معهم كيف يمكن الحد من المعلومات التي يضطرون بإدخالها للإشتراك في موقع أو لعبة ما. فعلى سبيل المثال، يمكنهم إدخال الحقول المطلوبة فقط والتي يكون بجانبها علامة النجمة *، أو استخدام أسماء مستعارة، أو معلومات غير صحيحة أو غير كاملة. وأيضاً كيفية النشر الحذر، فما يكتبونه يبقى للأبد وغالباً لا يمكن التراجع عنه أبداً حتى ولو قاموا بحذفه، فيمكن أن يقوم أحدهم بتصوير الشاشة بمجرد النشر.
  • علمهم ما هي المعلومات الشخصية التي لا يجب أن يشاركوها.
  • علمهم أن يفكروا قبل أن ينقروا أي أن يضغطوا على روابط ومواقع معينة.
  • علمهم أن يتحدثوا فقط مع من يعرفهم في الحياة الواقعية وألا يقبلوا طلبات الصداقة من الغرباء.
  • علمهم أنه مثلما يعاملون الناس ستتم معاملتهم، وأن يكتبوا عنهم ما يرغبون بكتباتهم لهم أو عنهم بالمقابل.

لا تتجمد واقتحم كل جديد يستخدمونه في #التكنولوجيا، تعلم كيف يستخدمونه وافتح  إعدادات الخصوصية واقرأ سياساتها جيداً.

 

ردّد أبائنا على مسامعنا ونحن صغار العديد من النصائح: لا تتحدث إلى الغرباء، لا ترد على من يسألك في الشارع عن عنوان مكتوب فى ورقة، لا تأكل أو تشرب شيئاً أعطاه لك غريب، لا تجلس بحضن شخص غريب، ولا تتكشف أمام الغرباء. وقد كانت هذه النصائح شديدة الأهمية للحفاظ على حياتنا وعلى نمونا النفسي والجسدي. الان دورك أن تجاري تحديات العصر بإعطاء أبنائك الحماية اللازمة من مخاطر التكنولوجيا التي لا مناص لهم من التعامل من خلالها للترفيه والتعلم والاحتكاك بمجتمعهم. أخرج من دائرة راحتك وتعلم كل ما يسعك عن تلك التكنولوجيا ومخاطرها وكيفية الوقاية منها. كن قدوة ومسؤول. 

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول