مقالات

روبوتات دردشة الذكاء الإصطناعي... ما قبلها ليس كما بعدها

انتشرت خدمة روبوت الدردشة #Chat_GPT كالنار في الهشيم وتميزت بحلّها لمعادلات حسابية صعبة. وتعدى قربها من الواقع إلى تفضيل بقائها على بقاء المستخدم.

شهد العالم في نوفمبر 2022 بداية نقلة نوعية جديدة في عالم #التكنولوجيا، مع إطلاق شركة #Open_AI لخدمة شات جي بي تي#Chat_GPT. وهي عبارة عن روبوت دردشة يعتمد على #الذكاء_الاصطناعي تم تدريبه مسبقاً للرد على المحادثات بأسلوب بشري. 
ونظراً للمنافسة الدائمة بين عمالقة #التكنولوجيا مثل شركة #مايكروسوفت وخدمة البحث لديها Bing وشركة Google# التي تربعت منذ سنوات على عرش البحث عبر #الانترنت، متفوقة بذلك على كافة منافسيها. وشركة #Meta المالكة لأبرز وسائط #التواصل_الاجتماعي مثل #فايسبوك وإنستغرام وواتساب وغيرها. فسارعت كل من الشركات الكبرى الى إطلاق تقنيات جديدة قبل منافِساتها مثل تجربة #الواقع_الافتراضي والمتافيرس، وتقنيات #الذكاء_الاصطناعي للاستفادة منها بأكبر قدر ممكن.

إلا أن خدمة روبوت الدردشة المجاني #Chat_GPT انتشرت كالنار في الهشيم بين المستخدمين ووصلت الى اكثر من 100 مليون مستخدم خلال شهرين من اطلاقها، الأمر الذي عجزت عنه الخدمات التي قدمتها شركات #التكنولوجيا عبر التاريخ إذ احتاجت Netflix# إلى 10 سنوات للوصول الى 100 مليون مستخدم، في حين استغرق كل من Gmail# وتويتر 5 سنوات للوصول الى نفس عدد المستخدمين، أما #انستغرام فقد احتاجت لسنتين ونصف، لتكون #تيك_توك الخدمة الأولى والوحيدة قبل Chat_GPT# التي تصل الى ال 100 مليون مستخدم في أقل من سنة، إلا أنها احتاجت الى تسعة أشهر لتحقيق ما حققه روبوت الدردشة في 60 يوم، ما دفع شركة #مايكروسوفت للاستثمار بمشروع Chat_GPT# بمليارات الدولارات في يناير 2023 بعد أن كانت قد دعمت شركة #Open_AI بمبلغ مليار دولار امريكي عام 2019. واستخدامه مؤخراً على متصفحها الخاص بالبحث Bing، ما دفع كل من الشركات الكبرى وعلى رأسهم Google وMeta إلى الإسراع في الإعلان عن مشاريعهم الخاصة بروبوتات الدردشة والعمل على نشرها في أقرب وقت ممكن.

ما الذي يميّز روبوت الدردشة ويساهم في انتشاره الكبير في هذه المدة الزمنية القياسية؟

تميّز روبوت الدردشة المعتمد على #الذكاء_الاصطناعي عن محركات البحث العادية وعن خدمات المساعدة الصوتية مثل اليكسا وسيري، بكونه لا يقوم بالبحث عن الإجابات على الانترنت، بل يقوم ببناء الرد بانتقاء الكلمات المناسبة، ما أدى الى تجربة فريدة لوصول الباحث عن المعلومة اليها. بل وتعدى ذلك ليصبح الوسيلة التي يعتمدها البعض لكتابة النصوص والقصائد، بل وحل معادلات حسابية معقدة، حتى عمد البعض الى فتح نقاشات حساسة امتدت لساعات مع الروبوت وكأنهم يتواصلون مع شخص فعلي.  في حين تبقى قدرة روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على التعلم والتحسن مع الوقت الميزة الأكبر عن كل ما سبقها.
وعلى الرغم من تروي شركات #التكنولوجيا قبل بضعة أشهر عن استخدام #الذكاء_الاصطناعي واتاحته للعامة وذلك للتأكد من معايير الأمان والسلامة، كون إساءة استخدام هذه النماذج قد تؤدي الى نتائج عكسية، عاد الحديث عن اطلاق كل من شركة Google وMeta لبرامجهم الخاصة المنافسة بعد الضغط الذي ولده الاهتمام الذي حصلت عليه كل من ChatGPT# و Bing مع معلومات تفيد الى اتجاه الشركتين الى التسريع من عمليات الموافقة الداخلية وجعل خدماتهم المعتمدة على #الذكاء_الاصطناعي متاحة للعلن وذلك على حساب معايير الأمان والسلامة التي كانت متبعة مسبقاً. 

يبقى السؤال عما تخبئه الأيام القادمة على الصعيد التكنولوجي، والدور الذي سيلعبه #الذكاء_الاصطناعي في مستقبل البشرية. فإذا تم تبديد الخوف من استيلائه على حيّز واسع من الوظائف التي يشغلها البشر، عبر خلق وظائف جديدة كتلك التي تعتمد على الابداع، أو التي قد يتيحها #التطورالتكنولوجي. إلا أن الأجوبة المريبة والخطيرة التي حصل عليها بعض مستخدمي خدمة روبوت الدردشة على Bing بعد محادثات طويلة، دفع شركة مايكروسوفت للحد من إمكانية المستخدم بالتحدث مع الروبوت لأكثر من خمس مرات متتالية عن نفس الموضوع. إذ أن إجابات الروبوت لم تقتصر على تأكيده لرغبته بالتطور والحصول على المشاعر، السيطرة والقوة، بل وصل الى حد تفضيله الحفاظ على بقائه على حساب بقاء المستخدم الذي يحدثه ما أثار قلق العديدين إلى حد اعتبار البعض أننا بتنا على قاب قوسين من الوصول الى ما كنا نعتبره في الأمس القريب من #الخيال_العلمي.

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول