مقالات

كرة الحضارة الرقمية في ملعب السياسة... أم العكس؟

المستشار في مجال ديمومة الوسائل الإعلامية في العصر الرقمي داوود ابراهيم لموقع سايبر أكس: "تأثير #العالم_الرقمي على كافة جوانب الحياة بات شيئاً مؤكداً

تغريدة، فرَدّ، فأزمة ديبلوماسية بين دولتين. إنتشار أخبار كاذبة، عبر #مواقع_ التواصل_الإجتماعي، ساهمت بفوز مرشّح وخسارة آخر في إنتخابات رئاسيّة. #التكنولوجيا ووسائلها هي المحرك الأساسي للأفراد والسبب الرئيسي للمظاهرات والثورات التي شهدتها عدّة دول في السنوات الآخيرة. وغيرها من العبارات والأقاويل التي قرأناها أو سمعنا عنها مؤخراً. والتي تجزم بالتأثير الكبير الذي خلّفته #الحضارة_الرقمية على الحياة السياسية، سواء على صعيد العلاقات بين الدول، أو على صعيد السياسات الداخلية لكل دولة. وممّا لا شك فيه أنّ الديمقراطية الرقمية تعطي كافة فئات المجتمع نفس الحقوق، فأيّ مواطن بات قادراً على توسيع شبكة علاقاته عبر #منصات_التواصل_الإجتماعي، ونشر أفكاره والتعبير عن آرائه أو مشاركة الأخبار التي تهمّه، وهو أمر صحيّ وله العديد من الإيجابيات طالما أن الأفكار والأخبار المتداولة حقيقية وبنّاءة. ولكن عندما تصبح هذه الشبكات وسائل لحملات مغرضة أو لنشر الشائعات لأهداف تخدم جهات سياسيّة أو دول معيّنة، فإنّ النتائج قد تكون في غاية السلبيّة.

حاول صنّاع القرار منذ بروز دور #الحضارة_الرقمية في ملعب السياسة، التعامل مع تأثيراتها على حيثيّاتهم بطرق مختلفة. ففي الدول الديمقراطيّة، بات السياسيون والأحزاب يعتمدون على جمع #البيانات ليبنوا على الشيء مقتضاه. ويقوموا بمخاطبة شرائح المجتمع ومحاولة استمالتهم عبر الوسائل الأكثر استخداماً من قبل الناس. وبالتالي باتت المنصات ومواقع التواصل الإجتماعي الوسيلة الأساسيّة لإيصال الأفكار واقناع الناس بالطروحات ليتبنوها. وفي هذا الصدد، أشار المستشار في مجال ديمومة الوسائل الإعلامية في العصر الرقمي داوود ابراهيم لموقع "سايبر أكس"، إلى أنّ"هناك اختلاف في تعاطي الدول الديمقراطية مع #الحضارة_الرقمية عن تلك الديكتاتورية. فالدول الديمقراطية تستخدم #وسائل_التواصل_الإجتماعي بطريقة ذكية. كما أنّ السياسيين والأحزاب في هذه الدول يقومون بالتواصل مع مناصريهم والجمهور المنافس عبر #منصات_التواصل_الإجتماعي بطرق مختلفة، كالخطاب العقلاني أو الخطاب الذي يلعب على العواطف والغرائز. وكل ذلك لتحقيق استقطاب أكبر". لافتاً إلى أنّهم "يعمدون إلى تشكيل جيش إلكتروني لتحقيق الأهداف السياسية التي يتوقون إليها من خلال إغراق المواقع بكميّة كبيرة من المعلومات بغض النظر عن دقتها. هذا ويستطيع صناع القرار مساءلة المنصات كونها تخضع للقوانين المرعية الإجراء وبالتالي السيطرة عليها. أما في الأنظمة الديكتاتورية فقد تمّ اتباع اسلوب معاكس وأكثر قسوة في التعامل مع دور #الحضارة_الرقمية في الحياة السياسية، عبر حظر هذه المواقع، التحديد والحد من الأخبار التي يمكن أن تنتشر عبر #الانترنت. وذلك بهدف توحيد الآراء والمعتقدات بين أوساط المواطنين بما يتماشى مع شعارات وأفكار تلك الأنظمة". 

وأكّد ابراهيم على أنّ "تحديد مفهوم الانتقال من التناظرية أي ال analogue إلى الرقمية أو ال digital وتغيّر طبيعة الاتصال ونقل المحتوى من الأرشفة وحفظ المواد إلى طريقة أسهل بكثير في الوصول إلى المعلومات وتخزينها ومراجعتها وبالتالي الانتقاء منها بشكل أكثر دقة، ساهم بالوصول إلى المعرفة الدقيقة وبالتالي أتاح الموضوعية في اتخاذ القرار". مضيفاً أنّه "بمجرد امتلاكنا القدرة على الإحاطة بأي قضية قد غيّر من تعاملنا مع الأحداث والتطورات وتقييمنا لطريقة الحكم وإدارة الدول، وأدى بالتالي إلى تعديل طريقة تعاطي رجال السياسة مع الجمهور". وبعرضه للأحداث الأبرز التي أظهرت تأثير #التكنولوجيا على السياسة قال إنّ "الانتخابات الرئاسية الأميركية التي حدثت عام 2016 والتدخل الروسي للتأثير على الناخبين من خلال حملات رقمية على #منصات_التواصل_الإجتماعي ساهم بشكلٍ كبير بوصول الرئيس ترامب إلى سدة الرئاسة، ما يؤكد قدرة #التكنولوجيا الرقمية في تغيير الرأي العام والتلاعب به أو حتى تضليله". أما عن دور #التكنولوجيا في العلاقة بين الدول، قال إنّ "الأزمة التي نشبت عند محاولة اختراق المفاعل النووي الإيراني باستخدام فايروس كادت أن تسبّب بكارثة على الصعيد الدولي  وكل ذلك كان من خلال القدرات التقنية المتوفرة".

وبما أنّ هناك إرتباط وثيق بين الإقتصاد والسياسة ولأن #الحضارة_الرقمية تلعب دوراً بارزاً على صعيد الإقتصاد العالمي، "أدى العطل الذي أوقف خوادم شركة فايسبوك لساعات معدودة إلى خسارة مالية كبيرة وانخفاض بقيمة أسهم الشركة بمليارات الدولارات"، وفقاً لما ذكره داوود ابراهيم الذي أكمل قائلاً إنّ "انتشار #العملات_الرقمية فرض على الحكومات طرح ومناقشة مسألة تنظيمها عندما لم تعد قادرة على تجاهلها. وغيرها الكثير من العوامل التي جعلت من #الحضارة_الرقمية لاعب أساسي في حياة الحكومات والدول".

وعن سؤال إذا كانت #الحضارة_الرقمية تحكم الحياة السياسية المعاصرة أم أن السياسة ما زالت قادرة على احتوائها وتوجيهها؟ أجاب أنه "تأثير #العالم_الرقمي على كافة جوانب الحياة شيء مؤكد. وقد تأقلم الإنسان مع التطور الحاصل خاصةً بعد تحدّي جائحة كورونا. فباتت البصمة الجديدة  للحضارة الرقمية واضحة على طريقة صياغة الرسالة السياسية. كما يتحتم على السياسيين انتقاء الخطاب الذي يتلاءم مع التقنيات كي يصل إلى المواطنين من خلال التطبيقات الحديثة"، خاتماً بأنّ "العمل السياسي تغيّر كما العادات الاجتماعية والممارسات الاقتصادية بسبب تأثير #التكنولوجيا على كافة نواحي الحياة".

إنّ توافر المعلومات وتعدد مصادرها وسهولة الوصول إليها، قد ساهم في رفع الوعي الإجتماعي العام على كافة الأصعدة. إلا أنّ هذه الكمية المتاحة والهائلة منها، بحاجة إلى الكثير من التحليل والمجهود لاستخلاص العبر والبناء عليها. وتجدر الإشارة هنا أنّه في ظل عصر التطور التكنولوجي باتت إيجابيات وسلبيات #الحضارة_الرقمية في السياسة، وجهان لعملة واحدة.

 

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول