الكاتب : ريجينا الأحمدية
18 أكتوبر 2023
مقالات
يكسر #الإنترنت حاجز التحفظ أو الخجل لدى المستخدم، فكل ما هو ممنوع في تعامل البشر مع بعضهم بشكل مباشر ووجه لوجه، يصبح مسموحاً Online.
أما بالنسبة لنظام الحياة والأفكار والمعتقدات المغايرة والمعارضة لتلك التي نعيشها وموجودة في مجتمعاتنا، فيصبح الإنصهار فيها أسهل طالما هي عبارة عن كلمات وصور ولا تمسنا بشكل مباشر، لكن إلى أي مدى لا تشكل علينا خطر وهل هذه التصرفات التي يقوم بها الفرد على #الإنترنت هي آمنة؟
فسرت الأخصائية والمعالجة النفسية شارلوت خليل لموقع "سايبر أكس" صنع #الهوية_الرقمية وابرازها كوثيقة ثبوتية وأحياناً مزيّفة للعبور إلى #العولمة، قائلة إنّه " ضمن #الهوية_الرقمية يصبح من الاسهل الانفتاح على أفكار جديدة وعادات يحاول الفرد تبنّيها على الرغم من تعارضها مع ثقافته المكتسبة من المجتمع." مضيفةً أنّه "قد يشكل هذا الوضع صراع مع الذات أو مع المحيط يمنعهم أو يحد من قدرتهم على التأقلم في مجتمعهم فيصبح لديهم شعور بالغربة وعدم الإنتماء وحتى العزلة. فيجدون في #العالم_الإفتراضي مهرباً يجعلهم أقل إدراكاً وارتباطاً بالواقع."
نحن دائماً نكون متحفظين وجهاً لوجه مع الغرباء وربما مع أقرب الناس لنا. لكن على الهواء يكسر هذا الحاجز، ننسى أنفسنا ونطلع ملايين الغرباء على خصوصياتنا بسبب عدم الإحساس بالتحفظ. وفي هذا الصدد تلفت الأخصائية النفسيّة إلى أنّ "بُعد المسافات يعزز الشعور بالأمان ويقلّل نسبة التخوف لدى الشخص من أن يطاله أي أذى وسوء. ونظراً لغياب الإحتكاك المباشر مع الآخرين على #الانترنت يسترسل البعض ويفصح عن أمور حساسة أو غير مقبول بها في ثقافته وبيئته. ومع وجود هويّات مزيّفة لمبتزين ونصّابين ومتربّصين ومقرصنين تسهّل لديهم عمليّة عدم التحفظ من اصطياد فريستهم."
وحذرت الخليل من تأثيرات هذا الفضاء على الأطفال والمراهقين "حيث من السهل في أعمارهم التأثر بكل ما هو مختلف خاصةً أنهم في طور بناء هويتهم بشكلٍ عام، فتتعرض براءتهم وحسن نيّتهم إلى الإستغلال. "مشدّدةً على "وجوب الإنتباه من #الخوارزميات التي تديرها برامج #الذكاء_الاصطناعي والقادرة على رصد ما نتفاعل معه وتالياً توجيه الإعلانات بشكلٍ مدروس يسمح باستغلال الأفراد وإقناعهم بشراء أشياء محدّدة أو توجيههم نحو سلوك معيّن."
ولفتت المعالجة النفسية ضمن الحديث مع "سايبر أكس" إلى "أهميّة توافق الشخص نفسه مع ذاته ومع المحيط. وهنا من واجب المجتمعات تقبّل الآخر كي ننشئ بيئة صالحة وحاضنة لكل الأفراد. فالشعور بعدم التوافق مع المحيط يشكّل إحساس بالرفض وبالتالي سيبحث الإنسان عن مكانٍ يحضنه وإن كان مزيّفاً." وختمت شارلوت خليل "بأهميّة التبليغ بحال تعرضنا لأي عمليّة إبتزاز، سرقة أو أي نوع من التحرش والتعدي. كما يجب الحرص على التكتم على ما هو شخصيّ من معلومات وغيرها. ويجب على الأهل لعب دور المراقب بكل ما يتعلق بتعاطي أطفالهم مع هذا العالم الإفتراضي."
إنها خدعة أخرى من #العالم_الرقمي وهي نشر الراحة والطمأنينة والأمان عبر موجات لاسلكية وخوارزميات وأجهزة إلكترونية، تستدرج المستخدم لفضح كل ما يملك، بهدف تجهيزه كفريسة للمخترقين. فيا أيها المستخدم تمسك بالوعي ثم الوعي ثم التحفظ.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول