مقالات

أطفالنا ليسوا مُلك الإنترنت

خطورة #الحياة_الرقمية التي بتنا نعيشها واطفالنا، تحبس الأنفاس.

يتميز #الفضاء_السيبراني بأنه مساحة تحليق لكل فئات المجتمع، فكل من يريد يستطيع السفر من خلال جهازه الإلكتروني إلى كل بلدان العالم والتعرف على ثقافاتها والتعاطي مع شعوبها وطلب منتجاتها وتعلم لغاتها. فما من عائق يحد من إمكانيات مستخدم #التكنولوجيا، سوى شاشة هشة، وجودها ليس بحاجز أو مانع لشعور الفرد وانفعالاته.

وعلى قدر انبهارنا في هذه الإمكانيات الرقمية الخارقة، التي مكنتنا من الإستمتاع بحياتنا ونحن بين أربعة حيطان ربما، سيكون ثمن هذا الترفيه غالياً. وها نحن ندفعه بصحتنا وعقلنا ونفسيتنا وأموالنا والأخطر بأطفالنا، كيف؟ سؤال يحمل ألف جواب والآتي أعظم.

فمن أمام الشاشة أصبح بعضنا #مدمناً_رقمياً، يهمل صحته وعائلته ويحبس أنفاسه لإستنشاق #الإنترنت. والبعض الآخر ضحية قدم نفسه على طبق من أسلاك وسحب لمخترق أو مهندس إجتماعي يبتز ويهدد ويساوم. وآخر يعرض طفله بحركاته وأولى كلماته وخطواته وينشئ له حسابا باسمه وبمعلوماته، ناشراً صوره وأماكن وجوده، ضارباً بعرض الحائط بالقيم الإنسانية والحقوق الفردية، ليربى جيل من الإنترنت وإلى الإنترنت يعود، فعندما يصبح قادراً على استخدام #الوسائل_الإلكترونية بمفرده يصبح متجولا في #عالم_سيبراني لا يعرف الحياء ولا يقدر العواقب ولا يبالي للأعمار والمشاعر.

فعلاً أطفالنا ليسوا لنا بل هم أطفال #الإنترنت، فما عدنا نستطيع الجلوس والتحدث معهم. ولمعرفة ما يفعلون ويمرون به نتحول إلى محققين خفيين، نراقب هواتفهم، نتجسس على محادثاتهم، نقلب آخر ما تصفحوه ونراقب حالاتهم وكلماتهم وتصرفاتهم لمعرفة ما إذا تعرضوا لسوء. يصعب الموقف عندما ندرك بأننا نساهم بإنشاء وتنشئة جيل لا يعرف الكتابة بل النقر على الأزرار، لا يعرف رسم الحرف بل فقط شكله، لا يعرف التعبير الجسدي بل يدرك أي رمز ضاحك أو حزين ليرسله. فهل سيكون جيل لا يعرف الكلام بل فقط القراءة الصامته مستقبلياً؟ وهل سيكون جيل من البشر المشلولين الغير قادرين على التحرك سوى بأصابعهم وعيونهم؟

خطورة الحياة التي بتنا نعيشها وأولادنا تحبس الأنفاس. ومواجهة خطرها عليهم بصاعقة إبتزاز، تهديد، توحد وإنطوائية وغيرها من المشاكل النفسية والجسدية ستمكننا من الشهيق وستقطع الزفير.

فالنكون أو نعود لمرة واحدة وأخيرة آباء وأهلاً لتربية طفل إجتماعي سليم، يقع على التراب وهو يلعب بطابته مع أولاد حيّه وأهله ولا يقع ضحية مصيبة سيبرانية وهو يلعب بلعبته الإلكترونية مع من لا يعرفهم أصلاً، يستطيع الركض من منزله وحتى المتجر في نهاية الشارع ليشتري ما يحتاج ولا يعدو أميالا إفتراضية ليحمّل تطبيق لعبة من وراء البحور وليكن إنساناً قلباً وقالباً وليس روبوتاً متحركاً مبرمجاً على هواء المبرمجين.

نحن مع تخالط أطفالنا مع ثقافات الكون أجمع وانخراطهم بكل الأوضاع الإجتماعية لكن ليس السيبرانية، فكل ما هو محسوس حقيقي وقد يكون الكثير من المنشور مفبرك وزائف. فلنعي أهمية الإنسان ونعزز قدراته البشرية لتكون #التكنولوجيا وسيلة نتحكم بها ولا تتحكم بنا.

  

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

1

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول