كابوس الخصوصية

هل قرأت ما هو مكتوب أم ضغطت موافق من غير قراءة المحتوى؟ 

يقوم واتساب في الكثير من الأحيان بتحديث شروط  وسياسة الخصوصية الخاصة به، عندها نجد في أسفل النافذة المنبثقة التي عرضناها لكم (زر لقبول هذه الشروط الجديدة). للأسف معظم الناس يقبلون الرسالة مباشرة، من خلال الضغط على زر "الموافقة"، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة التغييرات أو التعديلات التي تمت. فقد يكون من الصعب علينا فهم الملاحظات السرية التي يعدها المحامون، وليس هنالك أي مفر، فطالما أنت موجود على المنصة، ستستمر هذه النافذة بالظهور إلى أن تنفذ المطلوب  أو يتم حجبك من إستخدام واتساب حتى توافق على السياسة الجديدة، بالتالي أسهل شيء يمكن القيام به هو أن تضغط موافق.

 سيبدأ واتساب بتطبيق السياسة الجديدة في الشهر المقبل. والتي تنص على التالي: "يوجد هناك تحذير مرفق في أسفل الرسالة مباشرة"، وتسمح السياسية الجديدة لـ"واتساب" بمشاركة بعض بيانات مستخدميه مع شركة "فيسبوك" المالكة للتطبيق وتخصيص مساحة للتفاعل مع الإعلانات.

النسخة الإحتياطية  لبياناتك

هل كنت تعلم بأن خاصية حفظ نسخة احتياطية من مراسلاتك يتم بشكل غير مشفر على خوادم الواتساب! 

عليك معرفة أن واتساب يخطط لجمع المزيد من البيانات عنك! هل يعني ذلك أن واتساب سيقرأ رسائلك؟

لا يمكننا تأكيد ذلك حتى الآن، أو على الأقل هم لم يفصحوا عن  ذلك، لكنهم يستخدمون طرقاً أخرى للحصول على معلوماتك. كما سيتمكن فيسبوك من جمع المزيد من المعلومات عنك، وعن حسابك، أي رقم هاتفك وعنوانك والدليل الخاص بمعلوماتك، لذا قد تكون كل جهات الإتصال ومعلومات الحالة عبارة عن رسائل مثل "متوفر" أو "مشغول" أسفل ملف التعريف الخاص بك، وأيضاً كل البيانات المتعلقة بمعاملاتك ومدفوعاتك، لأن هذا سيتم ربطه بالميزة الجديدة الخاصة بهم  بإسم "مدفوعات واتساب"، وبالتالي سيتمكنون من تتبع كل شيء، بالإضافة إلى إتصالات دعم العملاء.

إذاً سيتمكن فيس بوك من الوصول إلى كل هذا من خلال هاتفك، بالإضافة إلى العديد من المعلومات عنك والتي يمكن أن يجمعها واتساب بواسطة هذه التغييرات وهذه السياسة الجديدة، مثل بياناتك، وإستخداماته، ونوع الهاتف الذي تستخدمه، وحتى موقعك.

 إذاً ما نوع البيانات المالية التي يريدها واتساب؟ 

يريد واتساب الوصول إلى حسابك البنكي، وقد لا يحدث هذا بشكل مباشر، فقد يكون هناك وسيط مشترك، وسيمتلكون حق الوصول.

كما سيتمكن واتساب من تحويل الأموال من حسابك وجمع التفاصيل حول المعاملة، وما تدفعه، ولمن تدفع، عندما تريد التسليم. في الحقيقة يريد فيس بوك أن يعرف كيف وأين تنفق أموالك.

يمكن لـ واتساب أيضاً جمع البيانات حول رسائلك، كما هو الحال عند عدم إستلام الرسالة. ويمكنه الإحتفاظ بالرسالة في شكل مشفر لمدة 30 يوماً أثناء محاولة إستلامها، بعد ذلك، سيتم حذفها. وعند إعادة توجيه رسالة بوسائط مثل رسالة تحتوي على فيديو أو صور، يقوم واتساب بالإحتفاظ بها مؤقتاً على خوادمه. ومن الناحية التقنية، لا يقرأ واتساب محادثاتك المشفرة مع الأصدقاء والعائلة، إلا أنه لا يزال بإمكانه معرفة الكثير عنك ويمكن  إستخدام كل هذه المعلومات لإنشاء ملفك التعريفي الخاص بك، وعاداتك، وتفضيلاتك، ومعاملاتك، والتي ستكون جزء من ملفك الشخصي، ثم ينتقل هذا الملف  إلى فيسبوك، ومشاركة هذه المعلومات مع شركات أخرى. 

لماذا يريدون هذه المعلومات؟ 

ببساطة لأن فيس بوك يحاول كسب المال عبر واتساب ومن خلال تتبع المستخدم. وهذا  ما سيفعلونه حول العالم، فلدى فيس بوك أكثر من 200 مليون مشترك نشط وبيانات محتملة عن 200 مليون مواطن، و200 مليون عميل. وسيعرفون ما يشترونه، والمبالغ التي ينفقونها، وما هي تفضيلاتهم، وعناوينهم، وتفاصيل الإتصال الخاصة بهم. 

ويمكن لهذه الشركات أن تستهدف الإعلان لك وفقاً لبياناتك. وقد سبق  وتم ذلك بعدة طرق أخرى، 

مثلاً حَاوِل البحث عن رحلات جوية أو فنادق لإجازتك المقبلة، وبعد فترة ستحصل على إقتراحات حول الفنادق وخيارات الرحلات الجوية وحتى الإعلانات المعروضة في المطاعم، حيث يمكنك تناول الطعام خلال عطلتك، فكيف تعتقد حدوث هذا؟ إنهم يتتبعونك!

لم يشتر مارك زوكربيرج واتساب مقابل 19 مليار دولار في عام 2014 سُدى، أو كما قال كثيرون أنه أنفق أموالاً أكثر مما ينبغي، فهم لا يعرفون أن لديه خطة. هل تعلم أن فيسبوك يحقق 99% من إيراداته من الإعلانات؟ 

ويمكن لـ واتساب بدء تشغيل فيس بوك في التجارة الإلكترونية، فبعد عامين من الحصول على واتساب، أراد مارك زوكربيرج أن يبدأ في جني الأموال، وقد إختلف مؤسسو واتساب مع خطة زوكربيرج وكانوا غير راضين عن نموذج العمل على فيسبوك، لذلك كان يتعين عليهم أن يغادروا الشركة.

سؤال أخر: ما هو نموذج العمل الذي يمثل نموذج العمل الخاص بفيسبوك؟ 

يجمع فيسبوك بياناتك للإعلانات المستهدفة، فهكذا يكسبون المال، والآن سوف تستخدم واتساب لتوسيع هذه العملية، وتوسيع الشبكة العملاقة، وسوف يستخدمه فيس بوك لبيع الإعلانات للشركات، إذ يريد إستضافة الشركات على واتساب، لذلك قد ترى إعلاناً على فيس بوك أو انستغرام قد يروج للمنتج نفسه من خلال واتساب أيضاً، هذه هي خطتهم، ويخبرونك برسالة "لسنا متاحين الآن في بلدك، قم بتنزيل التطبيق الآن وأحصل على جميع الأخبار أثناء التنقل".

بالنهاية ماذا نستنتج من كل هذا؟ 

نستنتج أنه لا شيء مجاناً في هذا العالم، وهذا ينطبق على واتساب أيضاً، فهو ليس بخدمة مراسلة مجانية فقط.