مقالات

التحرش الإلكتروني من وجهة نظر علم النفس

يعتبر الدعم المجتمعي والمعالجة النفسية لضحايا #التحرش_الإلكتروني أمرين أساسيين ومهمين لإبتعادهم عن أخطر الأثار ومنها الإنتحار

كتبت الأخصائية النفسية والتربوية نادية فهد جودة في موقع "سايبرأكس"

                 تعدّ #الوسائل_الإلكترونية ووسائل #التواصل_الاجتماعي من أبرز التطورات التكنولوجية التي شهدناها في العقد الأخير، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. ومع ذلك قد يرافق هذا #التطور_التكنولوجي بعض التحديات والمشكلات. ومن أخطرها #التحرش_الإلكتروني والذي يُعرف  أيضاً باسم #المطاردة_الإلكترونية (Cyber stalking)، ما يعني استخدام #وسائل_الاتصال_الإلكتروني والتقنية الرقمية للقيام بأعمال ترويع واعتداءات على الأفراد وخرق للخصوصية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ويشمل  إرسال رسائل مهينة أو تهديدية عبر #البريد_الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو #وسائل_التواصل_الاجتماعي، كما يشمل نشر الشائعات والأكاذيب عن شخص معين وتشويه سمعته وتعريضه للإحراج العام والتشهير به ، بالإضافة إلى السخرية و المراقبة أو سرقة الهوية أو جمع المعلومات التي يمكن استخدامها للابتزاز أو الإحراج أو المضايقة.

 ولعل أكثر ما يزعج هو #التحرش_الجنسي عبر #الإنترنت والذي يتم من خلال ارسال رسائل غير اخلاقية متكررة أو مقاطع فيديو جنسية مشينة بل والالحاح بالتعارف والدعوة الصريحة لممارسة أفعال غير أخلاقية دون الخوف من رقيب أو حسيب، فلم يعد الأمر بالنسبة للمتحرشين بحاجة الى المقابلة  الشخصية للوصول لأهدافهم الغير سوية، بل يدخلون حياة الآخرين بكل وقاحة وجرأة. ومع تطور #الإنترنت وبرامج المحادثة أصبح #المتحرشون أكثر خبرة ودراية في أساليب ايقاع الضحايا ، إذ أصبح  التهديد والإبتزاز باستخدام صور الضحية، أو استخدامها دون اذن أو موافقة صاحبها أو حتى علمه بمشاركتها على #وسائل_التواصل_الإلكتروني المحتلفة.، مما يسبب آثار نفسية وعاطفية خطيرة على الضحايا، خاصة أنه يعد انتهاكًا للخصوصية والكرامة الشخصية للأفراد.

ومن المؤسف أن يستهدف #التحرش_الإلكتروني جميع الأشخاص بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم، خاصة الأفراد الضعفاء أو المجموعات المستضعفة، ويشمل ايضا الأطفال والمراهقين والنساء والمجتمعات العرقية والجنسية والجنسيات.

 أما الآثار النفسية للتحرش الألكتروني فقد تكون القلق  والضغط النفسي، حيث يشعر الأفراد المستهدفين بالقلق والضغط النفسي المستمر نتيجة الضغط الذي يتعرضون له عبر #الوسائل_الإلكترونية مما يولد لديهم شعورمستمر بالخوف وعدم الأمان.

كما أن هذا التحرش يسبب انخفاض التفاؤل والرضا عن الذات: حيث يؤثر على تصور الفرد لنفسه ويؤدي إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس والرضا عنها بل ولوم الذات وجلدها والشعور بالعجز والضعف في مواجهة هذه #الهجمات_الإلكتروني  وقد يشعرون أيضا بالذنب والعار نتيجة للتحرش الذي يتعرضون له حيث يتساءلون إذا كانوا يستحقون هذه المعاملة السيئة أو إذا قاموا بشيء ليستحقوا التعرض له. ليس هذا فحسب، فالاكتئاب والمزاج المنخفض يصيب الأفراد المستهدفين من جراء التعرض للتهديدات والاعتداءات المستمرة التي يتعرضون لها فيشعرون بالحزن وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت تجلب لهم السعادة مما يؤثر على جودة حياتهم بشكل عام بسبب زيادة التوتر العصبي المستمر.

عداك عن العزلة الاجتماعية وانعدام الثقة بالآخرين  حيث يتجنب الأفراد المستهدفين التواصل مع الآخرين لعدم شعورهم بالأمان مما يؤثر على علاقاتهم الشخصية والاجتماعية  ويمنعهم من التواصل الصحيح مع الآخرين .

أما اضطرابات النوم والأرق فهي نتيجة حتمية للضحايا الذين يتعرضون  للتحرش الألكتروني المستمر الذي قد يدمر سمعة الشخص ويلصق به تهم هو بريء منها في مجتمع لا يرحم، مما يؤثرعلى جودة النوم والقدرة على الاسترخاء العميق والاستعداد الجسماني والعقلي للراحة الكافية.

ومن الآثارالمزعجة للتحرش الإلكتروني، انخفاض الأداء الوظيفي والأكاديمي: يمكن أن يؤثر  على أداء الأفراد في العمل أو الدراسة. فقد يجدون صعوبة في التركيز والانتباه بسبب التوتر والقلق الذي يؤثرعلى طاقتهم  وأدائهم وإنتاجيتهم.

وتتراكم هذه الآثار النفسية على المدى الطويل، مما قد تؤدي إلى آثار صحية سلبية أكثر خطورة مثل  الصداع المزمن، التوتر العصبي والتفكير المرضي. فقد يعاني الأفراد المستهدفون أيضا من انخفاض الرغبة الجنسية والمشاكل العاطفية. ولعل التفكير باللإنتحار من أخطر الآثار الناتجة عن #التحرش_الإلكتروني، إذ قد يشعر الأفراد المستهدفون باليأس والعجز وعدم القدرة على التعامل مع الضغط النفسي المستمر. فينشأ لديهم رغبة في الابتعاد عن الحياة أو الشعور بعدم الأمل في المستقبلز وهذا يتطلب دعمًا نفسيًا واجتماعيًا قويًا للتعامل مع هذه الأفكار الخطيرة.

من المهم التأكيد على أن هذه الآثار النفسية للتحرش الإلكتروني تختلف من شخص لآخر ويمكن أن تكون ذات تأثير متراوح حسب الظروف الفردية والمتواصلة للتحرش. ويجب أن يتم تقديم الدعم النفسي والعاطفي للأفراد المستهدفين وتشجيعهم على البحث عن المساعدة المناسبة من خلال الاستشارة النفسية أو الدعم المجتمعي.

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول