مقالات

بناء الهوية الثقافية الرقمية على أنقاض هوية أرض الواقع

ما هو رأي #علم_النفس_السيبراني حيال الإضطرابات النفسية التي تصيب الهوية الثقافية للمستخدمين على أرض الواقع؟

شاشة صغيرة سمحت للمجتمع بالعبور إلى ثقافات العالم وتخطي الحدود الجغرافية.

منذ سنوات عدّة دخل #الإنترنت إلى واقعنا. وبدأ بتشكيل حضارته الخاصة. مدد خوارزمياته مع الأيام، ليكتسح الكون ويدمجه في #الفضاء_السيبراني. وقد استخدم هذا المصطلح لوصف الشبكات المحوّسبة والإتصال والمعلومات وأنظمة التحكم عن بعد. ولدخول هذا الفضاء نحتاج إلى #هوية_رقمية.

في حديث لمجلة "سايبر أكس" أوضحت الأخصائية الإسبانية في #علم_النفس_السيبراني لوسيا ديلغادو أنّ "#الهوية_الرقمية تُبنى بتفاعل الفرد مع بيئته على #الانترنت، تماما كما يتم بناء الهوية الفعلية على أرض الواقع".

أمّا الدافع وراء إنشاء هذه الهوية فهو "بهدف نمو وبناء النفس وإطالة أمد الهوية الشخصية في وسط آخر غير الواقع"، مضيفة أنّ "بناءها على شبكات التواصل الإجتماعي يرتبط بملف تعريف المستخدم، حيث يتم التعرف على الشخص بناءً على ما يقوم بتحميله ومشاركته والأمور التي يتفاعل بها مع الآخرين. إلّا أن الإختلاف بينها وبين الهوية الاجتماعية الفعلية يكمن بالقدرات التكنولوجية للفرد والتي تعتبر جزء أساسي يحدد شخصية المستخدم الرقمية. إنّ الانسان يهدف الى تحقيق النمو الذي يطمح إليه من خلال تطوير وبناء كلتا الهويتين، إلا أن التفاعل في العالم الافتراضي الذي يعتبر وسيط جديد لتحقيق الذات، يحوي مرونة أكبر في التواصل والتفاعل والوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، مما يساهم بإحساس الأفراد بتأثيرهم عبر حصولهم على تفاعلات من هويات رقمية أخرى، ويؤدي إلى الشعور بديمومة الهوية التي يتم العمل على بنائها".

 وتعتبر ديلغادو أنّ "عدم معرفة ورؤية المتلقي لرسائلنا، يُسهل الكشف عن مكنوناتنا وأسرارنا". وبسبب هذا البُعد والفصل بين الناس الذي تمكنه وسائل التواصل الإجتماعي والشاشات والتكنولوجيا "يمكن لأي كان إنشاء هوية مزيفة والتعاطي من خلالها مع الآخرين، دون قدرة أحد على كشفها، لذلك كلما زاد استخدامنا لشبكات التواصل الاجتماعي، زادت معه أهمية التحلي بالوعي والتحفظ والتدقيق بخلفية وحقيقة من نتواصل معهم". وبما أنّ #الإنترنت هو أداة قوية لنشر البيانات والمعلومات الشخصية، تقول لوسيا إنّه "عندما نشارك شيئا ما على الشبكة، نفقد السيطرة عليه ويمكن أنّ ينقلب ضدنا، لذلك يجب أن نكون حذرين لما نقوم أو نريد مشاركته على وسائل التواصل وفي المقابل يجب ألا نسيء استخدام ما يصل إلينا عبر هذه الوسائل وتحمل مسؤولية التكتم على ما أعطي لنا بسرية"، مضيفة أنّه "مع إزدياد عدد ضحايا #الجرائم_الإلكترونية  لا بد من الإشارة إلى أن على كل ضحية طلب مساعدة الخبراء والمتخصصين الذين سيساهمون بمعالجة الأضرار الناجمة عن سوء استخدام #الإنترنت".

ويواجه العديد من مستخدمي #الإنترنت اضطرابات نفسية فيما يخص هوياتهم الثقافية على أرض الواقع، بسبب تداخل عدة عوامل عمليّة، عاطفيّة ونفسيّة بصنع الهوية الرقمية وابرازها كوثيقة ثبوتية وأحياناً مزيّفة للعبور إلى العولمة. وتوضح ديلغادو بهذا الصدد أن "أسباب هذا الاضطراب هو الانفتاح على أفكار جديدة وعادات يحاول الفرد تبنّيها على الرغم من تعارضها مع ثقافته المكتسبة من المجتمع." مضيفةً أنّه "قد يشكل هذا الوضع صراع مع الذات أو مع المحيط يمنعهم أو يحد من قدرتهم على التأقلم في مجتمعهم فيصبح لديهم شعور بالغربة وعدم الإنتماء وحتى العزلة. فيجدون في العالم الإفتراضي مهرباً يجعلهم أقل إدراكاً وارتباطاً بالواقع." وتوجه نصيحة لكل مستخدم بأنه "يجب أن نتعلم كيفية العمل بالطريقة الأنسب مع هذه الوسيلة الرقمية الجديدة. وفي حين أصبح #الإنترنت والشبكات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، تقع على عاتقنا مسؤولية معرفة كيفية الاستفادة الكاملة منها كوسيلة للتعلم والاتصال وما إلى ذلك، ولكن أيضًا يجب حماية أنفسنا من التهديدات المحتملة الكامنة فيها".

إذا كان العالم الواقعي يطمر داخله الكثير من الخفايا، فكيف العالم الإفتراضيّ؟ نعم، هو عالم ذكي اختصر الوقت وخفّف ثقل الضغط العمليّ. نعم، لا يمكننا الإستمرار سوى بمتابعة هذا التطور الحضاري المذهل. لكن لا بد من الحيطة والحذر ولا بد من التدقيق وإفساح المجال للشك والتحقّق قبل الوثوق ومجاراة أيّ شخص أو معلومة أو تطبيق.

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

1

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول