مقالات

وداعاً للخصوصية فحياتنا أمام المجهر

#التكنولوجيا تتيح تجسس الدول على مواطنيها

تخيّل، أنك مراقب في كل ما تفعله... فكّر للحظة أن كل محادثة مهنية أو عائلية أو شخصية تقوم بها يتجسس عليها عدد من الأشخاص الذين لم تلتقي بهم أو تتواصل معهم يوماً... أغراب ينتهكون حياتك وعالمك وخصوصيتك.

مثلا إذا استقليت سيارة اجرة في مدينة اسطنبول التركية ستراقبك كاميرات داخلية، تسجل ما يفعله الركاب خلال الرحلات وتحتفظ بالبيانات. ويرجح أن تكون هذه الكاميرات تابعة لتطبيق جديد يحمل اسم I Taksi، يشبه "أوبر"، يعمل على جمع رقم الهاتف، بيانات الموقع، معلومات بطاقة الإئتمان وغيرها من #البيانات_الحساسة، التي ستستخدم لاحقا من قبل الجهات الحكومية بهدف التحقيق في الحوادث الإرهابية، حل الجرائم والحصول بسرعة على الأدلة والمعلومات بشأن المشتبه بهم. وقد روجت وسائل الإعلام التركية للموضوع تحت مسمى "سيارة أجرة آمنة".

أمّا الصين، فلم تكتفِ بالاعتماد على #شبكة_إنترنت محلية، بل أجبرت مواطنيها على تثبيت بعض #تطبيقات_التجسس لمراقبة هواتفهم، إضافة إلى قيام الحكومة الصينية بعمليات تفتيش مفاجئة لضمان وجودها على هواتف المقيمين في منطقة "سنجان"، كما فرضت عقوبة بالسجن والغرامة المالية لكل من لم يحمل تطبيق “Jingwang” الذي من المفترض أن يقوم بالكشف بشكل تلقائي عن بعض محتويات #الهواتف_الذكية بما في ذلك الفيديوهات التي تضم محتويات إرهابية أو دينية غير مشروعة أو صور أو كتب إلكترونية أو وثائق موجودة على الهاتف. وإذا تم اكتشاف أي محتوى غير قانوني فسيتم طلب حذفه.

وبالنسبة لإسرائيل فقد ذكر أحد الباحثين الأمنيين في شركة جوجل أنها "الراعية لبرامج ضارة جديدة، طورتها شركة أسلحة إلكترونية قد يكون لها صلة بمحاولات التجسس". ويمكن لهذه البرامج رصد الإتصالات بالجهاز، التجسس على البريد الإلكتروني للمستخدم، الرسائل القصيرة، معلومات الموقع، المكالمات الصوتية ووسائل التواصل المحلية. ويمكنها أيضا التقاط "سكرين شوت" من جهاز المستخدم والتحكم بالكاميرا لالتقاط الصور أو تسجيل الفيديو، إضافة إلى #سرقة_البيانات من عدد من #التطبيقات بما في ذلك Gmail، جوجل تشات، لينكدإن، سكايب، سنابشات، واتساب، فايبر وتليجرام.

ويبدو أن الولايات المتحدة تركب الموجة نفسها، فوفقاً للخبير الأمني جون مكافي "كل جهاز راوتر في المنازل الأميركية هو عرضة للهجمات الإلكترونية من قبل #القراصنة ووكالات الاستخبارات".

إنه مشهد واضح وغير مستهجن ربما، خاصة أن جميعنا نعلم أننا مراقبون من خلال #التكنولوجيا التي نستعملها والهواتف الذكية التي نتبع تطورها وترافقنا حتى إلى أكثر الأماكن خصوصية. نحن متاحون للأجهزة كيفما شاءت ومتى شاءت، كما نعلم، أن هذه الحرية المخادعة نواجه مقابلها حصار رقمي يقبض على أنفاسنا. فمن مستعد للتخلي عن #التطور والتكنولوجيا وتوابعها مقابل خصوصيته؟

 

 

 

 

 

 

 

 

ما هو شعورك؟

احببته

احببته

0

احزنني

احزنني

0

اسعدني

اسعدني

0

اغضبني

اغضبني

0

لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً

تسجيل دخول