الكاتب : admin
25 يونيو 2023
مقالات
تعتبر متابعة المؤثرين والمشاهير على #منصات_التواصل-الاجتماعي ظاهرة شائعة في العصر الحديث. ومع زيادة شعبية هؤلاء الشخصيات وتواجدهم المستمر على السوشيال ميديا كشخصيات محبوبة ومثالية و بمشاركتهم أجمل وأفضل لحظات حياتهم مع متابعيهم، الذين بدورهم ينتظرون بشغف وفضول منشوراتهم وقصصهم، معبرين عن دعمهم من خلال إعجاباتهم وتعليقاتهم الرنانة، بل ومشاركتها على حساباتهم الإلكترونية ومناقشتها مع أصدقائهم كما لو أنها تخصهم أو تعنيهم .
ومع ذلك، فإن الآثار النفسية لمتابعة المشاهير قد تكون إيجابية وسلبية في آن واحد. لذا سنلقي نظرة على بعض الآثار النفسية الشائعة لمتابعة المشاهير من بلوجرز وانفلووينسرز وفاشينيستس.
لعلنا نبدأ بالجانب الإيجابي لهذه المتابعة؛ فمن جراء متابعة المشاهير والمؤثرين قد يشعر بعض المتابعين بالحماس والإلهام من قصص نجاحهم إضافة إلى التحفيز والأمل في تحقيق أهدافهم الشخصية، كما قد يتعلمون من تجاربهم ويستوحون منها، مما يدفعهم إلى تطوير أنفسهم وتحقيق نجاحاتهم الشخصية هذا بالإضافة الى ما قد يجدونه من متعة وترفيه.
مع ذلك، يمكن أن تؤدي متابعة المشاهير أيضًا إلى جوانب سلبية، منها الشعور بعدم الرضا عن حياة المتابع الخاصة والرغبة في التشبه بحياة المشاهير ظنا منهم بأن ما يرونه يعبر عن واقع وحقيقة حياة، متجاهلين أن هؤلاء لا يظهرون الا الجانب المشرق وأحيانا الغير حقيقي من حياتهم وخصوصياتهم ، ويخفون الجانب المظلم فيظن المتابع أن حياة المشاهير وردية تخلو من الضغوط والتحديات، إلا أن ما يتم نشره يشكل لدى المتابع صورة ذهنية مفادها أن المشاهير ينعمون بحياة مثالية مليئة بالرفاهية والنجاح والثروة ولا تتضمن أي من المشاكل والصعوبات. مما يشعرهم بالإحباط وفقدان القناعة بما لديهم وهم الذين يعملون ليلا ونهارا ويمتلكون أعلى الدرجات العلمية ولا يحصلون على نصف ما يحصل عليه هؤلاء المشاهير الذين قد يكونوا أقل منهم درجة علمية وثقافية وحتى مكانة اجتماعية. ولكن ينبغي على الأفراد أن يتذكروا أن ما يعرض وينشر على #وسائل_التواصل_الإجتماعي ليس صورة كاملة للواقع، كما أنها قد تكون ملفقة أو مُجمّلة. وفي هذه الحالة يجب الإدراك بأن الحياة الحقيقية للمشاهير تتضمن أيضًا عقبات وصعوبات وقد قد يكون الواقع مخالفا تماما لما نرى.
علاوة على ذلك، قد تؤدي متابعة حياة المشاهير إلى التركيز الزائد على الشكل الخارجي والمظاهر السطحية، ما يسبب في انخفاض الثقة بالنفس ويزيد الضغط من أجل تحقيق المعايير الجمالية الخارجية اللاواقعية. وعليه قد يتعرض الأفراد لإضطرابات في الأكل أو انخفاض التقدير الذاتي بسبب المقارنة المستمرة بين أنفسهم وبين المظاهر المثالية المعروض ذات المعايير الجمالية العالية التي يصعب الوصول اليها، مما يشكل صراعا وضغطا خاصة على الفتيات اللاتي قد يصبن باضطراب يسمى " تشوه صورة الجسد" والذي يعني تصور عيب خلقي غير موجود اصلا أو طفيف وغير ملاحظ مما يدفعهن الى اجراء عمليات التجميل أو القيام بالتمارين الرياضية والحميات القاسية للوصول للهيئة المثالية التي يروج لها المشاهير بقصد أو بدون قصد. ولا ننسى أن المشاهير لهم تأثيرهم على الشباب عامة والمراهقين خاصة فهم يتبعون خط سيرهم في الموضة فيقلدونهم حتى لو لم تكن الموضة مناسبة او جميلة وأكثر ما يوضح هذه النقطة هو انتشار موضة السراويل الممزقة والتي لا جمال ولا قيمة ولا معنى لها الآ أن البعض يرتديها ليشعر أنه مواكب وعصري ومواكب لما تروج له قدوته.
يخوض الكثير من الناس بمشاعر الحسد والغيرة، جراء متابعة #البلوجرز. فعندما يشاهدون الحياة الفارهة والرحلات الفاخرة والأنشطة الممتعة والإنجازات المستمرة، قد يشعرالبعض بالحقد والغيرة والحسد وهي مشاعر سلبية تضر بصحة الأفراد الجسدية والنفسية والعقلية، بسبب عدم قدرتهم على تحقيق مثل هذه الرفاهية، خاصة أن معظم المتابعين بالكاد يأمنون لقمة عيشهم.
أمّا بالنسبة للقيم والمبادئ، فقد تعرضها متابعة حياة المشاهير إلى الإختلال، خاصة بين المراهقين، مثل قيمة التعليم والمثابرة والاجتهاد. إذ قد يشعر بعض المراهقين بأن هناك أشخاص وصلوا إلى أعلى درجات الشهرة والثروة والرفاهية دون أن يبذلوا جهدًا أو يحصلوا على درجات علمية. لذا قد يروج بعض المتابعين إلى عدم أهمية الدراسة والشهادات وبذل الجهد من أجل تحقيق الأحلام، فهم يرون أن بعض المشاهير الذين حققوا أحلامهم ووصلوا إلى المراتب العليا فقط وقفوا أمام كاميرا الهاتف المحمول وبثوا بعض جوانب حياتهم المشرقة أو المجملة أو المضحكة التي قادت إلى تلقيهم الإعجابات والتعليقات والعروض الدعائية ودعواة الإستضافة في القنوات الشهيرة والبرامج.
هذا الاعتقاد يمكن أن يشكل صراعا نفسيا وانطباعًا خاطئًا للمراهقين بأن هذا هو الطريق الصحيح والسهل لتحقيق النجاح والسعادة. لكن في الحقيقة، النجاح يتطلب جهدًا وتفانٍ وتعلمًا مستمرًا ولا يمكن الاعتماد على الشهرة السريعة والظواهر السطحية.
ختاماً نود التنويه بأننا لسنا ضد المشاهير ولكن نحرص على عدم التأثير سلبا على حياة الأفراد، بل المساعدة في نشر الأفكار الإيجابية اذا ما اختاروا محتوى هادف وجيد يساهم في تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة المنتشرة في المجتمعات والتقليل من الأثار النفسية السلبية تجاه الحياة والسعادة.
ونحن كمتابعين يجب أن نتحكم في استهلاكنا للمعلومات حول حياة المشاهير ونتذكر أننا مسؤولون عن رؤية العالم بناءً على واقعيته وأهدافنا الشخصية. نحن قادرون على الاستفادة من تجارب المشاهير والإلهام منها دون أن نتأثر سلبًيا بتأثيراتها النفسية. فلنسعى جميعًا لتحقيق النجاح والسعادة الحقيقيين بطرق تلبي أهدافنا الشخصية وتوازن حياتنا.
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول