الكاتب : ريجينا الأحمدية
07 مارس 2023
مقالات
تمتلك عدة وجوه، ذكاءها خارق، أدواتها متعددة، طرقها متفرعة وعنها لا ينتهي الحديث. إنّها ليست أوصاف حسناء، بل هي بعض المصطلحات من فضاء يعج بوصف #التكنولوجيا.
فقد صدرت في الآونة الأخيرة عدة أفلام ومسلسلات تتحدث عن تغلغل #التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية في حياة البشر. وقدرتها على تسيير معظم جوانبها، لا بل أن تصبح الحياة بعينها. ورغم الجدل الطويل القائم حول سلبياتها وإيجابياتها، قد يصمت النقاد أمام إنجاز سينمائي يضع المشاهد داخل شاشة حاسوب ليتابع قصة الفيلم.
إنه فيلم Missing# أو المفقودة الذي يعرض حالياً في صالات السينما. تدور أحداثه حول فتاة تدعى جون June عمرها 18 عاماً، تحاول العثور على والدتها التي فقدت في ظروف غامضة في كولومبيا أثناء إيجازة مع زوجها المستقبليّ.
وكجميع المراهقات والمراهقين، تقضي جون معظم وقتها أمام حاسوبها وبين تطبيقات المراسلة والترفيه، إلى أن توجه إلمامها التكنولوجي إلى عمل تحقيقي وإقتفاء لأثر كل من توجه إليه أصابع الإتهام في قضية اختفاء والدتها، من خلال #الأقمار_الصناعية وكاميرات المراقبة واختراق الحسابات الإلكترونية على #منصات_التواصل_الإجتماعي، الذي تدينه السلطات التي خذلت الفتاة بسبب عدم الإتخاذ بالدلائل بسبب دخولها الغير مصرح به إلى حسابات المشتبه بهم.
ومن ناحية أخرى، تتعاطف المشاعر مع عدم أحقية تصرف جون بإختراق حسابات زوج أمها الذي اعتمد كلمة مرور واحدة لكل حساباته. والذي يعتبره الأمن السيبراني خطأ بشرياً.
تتواصل مجريات الأحداث وتكشف عن الوجه الأخلاقي والتعاوني للتكنولوجيا. فبفضل تطبيق سيري تستطيع الشرطة الأميركية إلقاء القبض على الخاطف.
وبين معمعة الإبتزاز والخداع الإلكتروني، والتلاعب بالملفات وإخفاء الحقائق، استطاعت #التكنولوجيا تقديم يد العون من خلال إمكانية التواصل مع أي فرد على الكرة الأرضية ومراقبة أرجاء دولة من دولة مختلفة ومن أمام شاشة حاسوب في المنزل. وكأنها النار والنعيم في آن واحد، إذ يتوقف الأمر على إختيار الإنسان نفسه لأية جهة سيسلك وكيف سيوظف العلم والتطور ضمن حياته.
1
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول