الكاتب : admin
24 يناير 2024
آخر الأخبار
حقق الفيلم الجديد "اترك العالم خلفك” #leave_the_world_behind نجاحاً كبيراً على منصة نتفليكس، إذ وصل إلى المرتبة الأولى في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة. بطولة جوليا روبرتس، ماهرشالا علي، كيفين بيكون، إيثان هوك، ميهالا هيرولد وجوش ديرنن.
كانت العلامة الأولية للمشكلة في الفيلم، هي عندما تدرك الشخصيات أنه ليس لديهم إشارة للهاتف المحمول وأن شبكة #الإنترنت الخاصة بهم معطلة. ومع ذلك، لن يدركوا حدوث هجوم إلا بعد تلقيهم إشعاراً على شاشات التلفزيون الخاصة بهم، إضافة إلى مؤشر آخر مثير للقلق على انتشار الفوضى وهو جنوح ناقلة نفط إلى الشاطئ بسبب تعطل أنظمة الملاحة. في وقت لاحق، نرى طائرات تتحطم في السماء، وهو ما يذكرنا بالذعر الذي أصابنا في عام 2000، عندما قلق الناس من أن #أجهزة_الكمبيوتر قد تخطئ في تفسير الصفرين في الرقم 2000 على أنه 1900، الأمر الذي اعتقد البعض أنه سيحدث اضطراباً في كل شيء من أنظمة الملاحة إلى البنية التحتية للطاقة. لم يحدث هذا على الإطلاق، ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى أن عديداً من الأشخاص في الكواليس كانوا يعملون بجد، ولكن حدثت حالات فشل على المستوى الدولي عندما أغلق 15 مفاعلاً نووياً، وانقطعت الكهرباء في هاواي، وتعطلت #أجهزة_الكمبيوتر الحكومية في الصين وهونغ كونغ.
وأكد انقطاع أنظمة مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة في أغسطس 2023، الذي أوقف الرحلات الجوية، على اعتمادنا على أجهزة_الكمبيوتر. وكشفت هذه الحادثة، إلى جانب اضطرابات أخرى على نطاق أصغر، عن إمكان حدوث تأثير واسع النطاق. استغرق الأمر أياماً عدة حتى تمكنت "هيئة مراقبة الحركة الجوية الوطنية" NATS، من حل المشكلة. ومع ذلك، أظهر الوضع أن أنظمة الإنذار المبكر وخطط الطوارئ الفعالة موجودة، مما يمنع النتائج المتطرفة مثل تحطم الطائرات كما هو موضح في الفيلم.
على أية حال، لا يعني هذا التقليل من مدى ترابط أنظمتنا اليوم– وبطريقة أكثر تعقيداً مما كانت عليه خلال المخاوف المتعلقة بالأخطاء في الألفية الثالثة. منذ قرابة 15 عاماً، اتخذت المملكة المتحدة توجهاً في استراتيجيتها الوطنية للأمن السيبراني أعطى الأولوية لاستمرارية أنظمة الكمبيوتر الحكومية على حساب كل الأنظمة الأخرى.
تقول لينيت ناسباكر، التي كانت في ذلك الوقت ضابطة استخبارات كبيرة في لجنة الاستخبارات المشتركة البريطانية وأسست وحدة مسح أفق الأمن القومي التابعة لمكتب مجلس الوزراء: "كان الأمر خاطئاً في عام 2009 لأننا تجاهلنا تماماً حقيقة أن جزءاً كبيراً من الاقتصاد كان افتراضياً بالفعل، وأن النسبة ستزداد".
في حين أن ناسباكر غادرت منصبها في عام 2010، إلا أنها تقول، من وجهة نظر مراقب خارجي، إن المواقف لم تتغير كثيراً منذ ذلك الحين، مضيفة: "لم نحدث تغييراً كبيراً منذ ذلك الحين".
مع ذلك، فإن احتمال حدوث #هجوم_سيبراني واسع النطاق ضئيل للغاية، كما يعتقد كيران مارتن، الأستاذ الخبير في هذا المجال في كلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي الأول للمركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة حتى أغسطس (آب) من عام 2020، أن: " فرص حدوث #هجوم_إلكتروني بمثل هذا الحجم من دون إعلان واضح لوجود تصاعد في العداء أو النزاعات ضعيفة للغاية".
تضيف ناسباكر: "مع ذلك، إذا كان أحد أجزاء البنية التحتية الوطنية هدفاً صعباً، فسيبحث المهاجم عن أهداف سهلة. ولقد أبرمت الحكومة اتفاقات خاصة مع مقدمي خدمات معينين لضمان عدم وجود حتى نقطة فشل واحدة".
قد تشمل الانقطاعات جوانب تؤثر في الأشخاص العاديين، مثل اتصالك بالإنترنت وربما خدمة الهاتف المحمول الخاصة بك حيث يلجأ إليها الأشخاص لأنهم لا يستطيعون استخدام شبكة #الإنترنت السريع. على كل حال، ستظل خدمات الطوارئ تعمل - أدركت الحكومة بعد الهجوم الإرهابي الذي شن على لندن في السابع يوليو (تموز) عام 2005 أنه لا يمكن للمستجيبين للطوارئ استخدام الشبكة عينها التي تستعملها عامة الناس. ستستخدم خدمات الطوارئ نظاماً جديداً يسمى شبكة خدمات الطوارئ، وهي منفصلة عن شبكة الاتصالات العامة الأساسية.
في الآونة الأخيرة، كان هناك تركيز على خدمات الهاتف الأرضي، لا سيما قيمتها التناظرية وفائدتها أثناء #الهجوم_السيبراني (تنقل أنظمة الهاتف التناظرية الإشارات الصوتية على شكل موجات كهربائية مستمرة عبر أسلاك نحاسية. وتشمل هذه الخصائص طريقة إرسال الإشارة ومعالجتها والبنية التحتية التي تدعمها، مثل مصدر الطاقة المنفصل وشبكة الأسلاك النحاسية). يقول آلان وودوارد، أستاذ #الأمن_السيبراني في جامعة ساري: "نحن نتراجع خطوة إلى الوراء من خلال إغلاق نظام الهاتف القديم البسيط، الذي كان عبارة عن شبكة مستقلة، تعمل بشكل منفصل ولديها بنيتها التحتية النحاسية". تقطع شركة بريتيش تيليكوم ومقدمو خدمات الهاتف الآخرون شوطاً طويلاً في ترحيل خدماتها من الأسلاك النحاسية التقليدية إلى البدائل الرقمية، المدعومة بتقنية نقل الصوت عبر بروتوكول #الإنترنت (VoIP) - وهي التقنية نفسها التي تدعم برنامج "سكايب". مع ذلك، تقول شركة الهاتف إن لديها خطط طوارئ معمولاً بها للحفاظ على استمرار الخدمات في حال وقوع حدث خطر وإنها تتواصل بانتظام مع الحكومة للحفاظ على استتباب الأمن.
ومن أحد أكثر المشاهد المثيرة في الفيلم هو رؤية سيارات تسلا الكهربائية ذاتية القيادة وهي تجنح على الطرقات. أثار هذا المشهد غضب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي نشر على الفور على موقع "إكس"، "تويتر" سابقاً، أن السيارات الكهربائية مثل سيارته لا تزال قادرة على العمل حتى لو انقطع التيار الكهربائي. كتب ماسك: "تستطيع سيارات تسلا أن تشحن بواسطة الألواح الشمسية حتى لو تحول العالم تماماً إلى نسخة مما نراه في أفلام ’ماد ماكس’ Mad Max ولم يعد هناك بنزين!".
من غير المعروف تماماً ما إذا كان من الممكن شحن السيارات الكهربائية الأخرى التي يبلغ عددها 850 ألفاً أو نحو ذلك الموجودة على طرق البلاد بحسب تقديرات هيئة نادي السيارات الملكي، بالطاقة الشمسية. مع ذلك، تقول ناسباكر إن فكرة توجه السيارات أو السفن في الاتجاه الخاطئ ليست بعيدة الوقوع، موضحة: "إذا تم تغيير منتج الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية المتاح على نطاق واسع بشكل طفيف جداً لإحداث بلبلة، فقد يكون التأثير كبيراً". وبطبيعة الحال، يمكن للبشر تجاوز ذلك ببساطة عن طريق تجاهل التوجيهات واتباع الخطط التقليدية.
ما يظهره الفيلم، وأي تدهور تدريجي لحياتنا الرقمية في الحياة الواقعية، هو مدى أهمية #التكنولوجيا والإنترنت في أسلوب عيشنا اليوم. تقول ناسباكر: "من المهم إدراكنا أننا عندما نسلم مزيداً من السيطرة على عالمنا إلى #التكنولوجيا، مدفوعين بكل الأسباب الجيدة، فإن تلك التبعيات تصبح أكثر حدة. حتى لو كنا مستعدين جيداً، فقد نجد أنفسنا في مواجهة صعوبات هائلة".
فهل سيكون فيلم #leave_the_world_behind مهيئ نفسي لمستقبل تتحكم به التكنولوجيا وما يتبعها من آفات رقمية؟
0
0
0
0
لتعلق يجب أن تسجل الدخول أولاً
تسجيل دخول